الأحد، 10 سبتمبر 2017

من صاحب الصورة 👻👽


من صاحب الصورة ؟ 


ازدحم الممر المؤدي إلى غرفة العروس بالضيوف ، عمة و خالة و بناتهن ، كلٌ يريد أن يحظى بمشاهدة الطلّة السحرية ..! الممر كان ضيقاً و جدرانه عالية مكسية باللون الوردي الفاقع المؤذي للعين و لا أعلم من اقنع مهندسي الديكور في قاعات الزفاف بهذا اللون قبل ٢٥ سنة ..! المهم و بعد جهد جهيد خرجت والدتها من الغرفة و هي تبعد الجميع و تردد :" باقي ما خلصت " و كانت تعابير وجهها كفيلة بإبعاد الجميع . 

خرجت العروس بعد مدة بكامل كبريائها و والدتها لا زالت غاضبة و بدأت في التحذير "لا تضحكين ..!" " لا تتكلمين مع احد .." " نزلي راسك تجملي صيري حيوية اليوم بس ..!" 

بصعوبة عبرت عروستنا الملونة خشبة المسرح المكتظة بسيدات قواعد يرفضن و بشدة الجلوس على الكراسي و يفضلن عليها المسرح ..، " اونس لنا يا بنتي عند الطق و العروس و الرقص..! " 

بعد استقرارها على عرش المنصة حضرت صديقتها تحمل في يدها كاميرا لتصوير العروس في ليلتها البهية ، الكاميرا فضية مستطيلة الشكل لها مفتاح عجيب تسحبه ثم تبدأ بالتصوير عبر الضغط على زر علوي آخر ..! ما أجمل هذه الصديقة و هي تقلب الكاميرا لتخرج أسطوانة سوداء تضعها في حقيبتها و تستبدلها بأخرى جديدة .. كم انت محظوظة إيتها العروس الملونة ... لقد التقطت لك وحدك ١٠ صور ..! 

بقيت صورة واحدة لابد أن تجمع العائلة فحضرت الخالات و نُحيت العمات و جاءت المبدعة لالتقاط الصورة ، طلبت منهم الوقوف و الجلوس حتى يظهر الجميع و بقي مكان فارغ بين العروس و والدتها .. اقتربت الام و كان كتفها ملاصقاً لكتف ابنتها .. و مع هذا لازالت المصورة ترى فراغاً عندما تنظر للعدسة ، حاولت مراراً تغيير الوضع و لم يتغير ثم اخرجت قطعة قماش مسحت بها زجاج الكاميرا و هي تسمع والدة العروس تتمتم بغضب " أي .. عين ما صلت على النبي حتى الكاميرا اختربت ..!" 

فجأة صرخت : ضبطت ضبطت الصورة استعدوا و تم التقاط الصورة الملكية ..! 

بعد اسبوع من ليلة الزفاف ذهبت إلى معمل تحميض الصور و كلها سعادة بما ستشاهده .. تسلم شقيقها الصور من العامل الآسيوي في المحل ثم قدمها إليها طالباً ثمن الصور الغالية فهي مصروفات لا مبرر لها " كلفني التحميض ٦٥ ريالاً ..! "

سلمته المبلغ و فتحت الظرف البني بسرعة لتشاهد جمال ما أبدعته يداها .. أخذت تقلب الصور بين يديها و في الصورة الاخيرة و هي الصورة العائلية شاهدت شيئاً غريباً و أشعلت مصابيح السيارة الداخلية لتتأكد مما شاهدت ..! 

صديقتها العروس الملونة بفستانها الأبيض و خالاتها عن اليمين و الشمال و والدتها بجانبها لكن .. لكن يفصل بينهما رجل طويل القامة عريض المنكبين ذا عيون حمراء و وجه مغبر و .. و .. ثوبه اسود ...! شماغه اسود .. عقاله ابيض ..! و يرتدي ساعة حمراء .. من هذا ..؟! 

" لا اتذكر وجود رجل في القاعة أبداً " اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...! ما الحل و كيف تسلم الصور لصديقتها ...، لحسن الحظ كان شقيقها يحمل معه هاتف " السيناو " فحدثت صديقتها و اعتذرت منها لوجود خلل في احدى الصور .. وصلت إليها و قدمت لها الظرف ثم رحلت مسرعة ..! 

فتحت عروستنا ذكرياتها و بدأت بتقليب الصور .. لاحظت ان الصور ناقصة .. أين الصورة العائلية ..؟ 

بعد أسبوع في اجتماع الصديقات اخرجت العروس من حقيبتها ساعة حمراء و قدمتها لصديقتها الكمرجية " نسيتي ساعتك في الظرف ..! " 

 

اقرأوا المعوذات 

و آية الكرسي

تصبحون على خير ... آمال العرجان