الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

مسرحية على السفرة

 

صدر قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة قبل أيام و رغم المفاجأة و المشاعر المضطربة حول القرار سارعت إلى غرفة ابنائي المراهقين لإعلامهم بالأمر قبل أن يأخذهم النعاس .. و كانت ردة فعلهم عنيفة و قاسية مفادها " ما راح تسوقين " مع أن رحلتي المتأخرة لغرفتهم لم تنطو أبداً على طلب أذنهم للقيادة ..! 

في اليوم التالي و بعد أن نضجت مشاعري على نار هادئة جلست معهم على الغداء و أخبرتهم برغبتي في شراء سيارة "لكزس" و انهالوا عليّ، كل من جهة ، منددين و شاجبين و مستنكرين على والدهم رضاه أو صمته على الأقل ..! و شيئاً فشيئاً وصلتهم فكرة عدم حاجتي أو حاجة أخواتهن إلى رضى أحد كي نقود السيارة ... تكفينا الحاجة و الرخصة و السن القانوني ..! ثم حرصت على وصول رسالة شديدة و ملزمة و هي ألا علاقة لهم بقرارات الأخرين و لا يجوز لهم إطلاقاً الحكم بصلاح أو فساد أي إنسان بناء على سيارة يقودها أو فكرة يُؤْمِن بها ..فكلنا أحرار ..و ديننا هذب هذه الحرية و رفع سقف تعاملنا مع معطيات الحضارة ، فجعل الأصل الإباحة و التحريم يأتي من سوء استخدامنا لا من الشيء ذاته.

تغيرت نبرة الحديث و معها النظرة إلى الأمر كله ، ثم اقسموا أيماناً مغلظة أنهم لن يتركوا لي حاجة أبداً حتى لا أضطر إلى القيادة يوماً ما .. !

بعد انتهاءنا من الوجبة و قبل مغادرة السفرة أخبرتهم بأن هذه مسرحية بسيطة مرتجلة من تأليفي و من إخراج والدهم ..! الغرض منها تعديل نظرتهم للموضوع و قبول أمر ولي الأمر و عدم الانجراف خلف من يشتم أو يهدد ..

و اللكزس ..؟! مزحة فقط فأنا غير قادرة على قيادة دراجة "سيكل" حتى أقود سيارة ...! 



الخلاصة ، حاوروهم قبل أن يتحولوا إلى هاشتاق ..!