انقضى نهار هذا اليوم و انقضى معه اسبوع مفصلي في تاريخ التعليم في السعودية و سبحان من جعل هذه النهاية متزامنة مع حدث كوني عظيم و هو كسوف الشمس الذي من الله علينا بانقضائه على خير .. فسبحان من له الدوام .. لا شيء باقٍ للأبد فلا الشمس منيرةٌ دائماً و لا التقويمُ يبقى مستمراً ..!
انتشر قرار تطبيق الاختبارات للمرحلة الابتدائية في "الوتس" قبل فترة و لم نجد من يثبت أو ينفي ...و بين ليلة و فجرها قبل ضحاها ..ثبتت الرؤية و ارسلت التعاميم (المتناقضة أحياناً) و تتابعت بضراوة في فترة قصيرة جداً و مع هذا تم التطبيق بفضل الله ثم بجهود العاملين في الميدان و اليوم قُضي الأمر و لابد له من وقفة ..
كنت أصحح أوراق الطالبات و أنا أشعر بسعادة بالغة لعودة هذه الاختبارات لأنها تقدم مقياساً حقيقياً لمستوى الطالبات، فلا مكان للإعادات التي لا فائدة منها غير ضياع الوقت و الجهد و تسطيح التعليم في ذهن الطالب .. و انتصرت الطالبة المتفوقة بعد سنوات من ضياع تميزها و أخذت المتوسطة و الضعيفة حقوقهن و أهمها حقها في معرفة مستواها الحقيقي دون تلميع و ترقيع التقويم المستمر .. و أتمنى من الله صادقةً أن تصل كل التجارب الفاشلة في النظام التعليمي إلى الحقيقة مبكراً و ألا تتأخر عشر سنوات، يضيع فيها جيل كامل.. حتى نعترف بأنها مضيعة للوقت و الورق و العقول ..!
يبقى أمر في غاية الأهمية و إن لم يُطبق فلن يحقق التغيير الهدف المرجو منه .. إنه الصف الأول و هو بالطبع غير قابل لتطبيق الاختبارات لكن ترحيل جميع طلاب الصف الأول إلى الصف الثاني بعبارة متفوق و متمكن و ما بينهما لن يجدي بعد الآن .. الصف الأول هو المحك الحقيقي .. ينتهي العام الدراسي و الطفل متقن لحرفين أو ثلاثة من الثمانية و عشرين و مع هذا ينقل للصف الثاني و هناك تزداد المشكلة صعوبة و يتراكم الضغط على عقله الصغير ..
التغيير أو العودة للاختبارات تقدم لنا و لابنائنا دروساً في قيمة الوقت و قيمة العلم و قيمة الإخفاق ايضاً فلولاه لما كان للنجاح طعم ..
إجازة سعيدة ..💕