http://www.hasanews.com/59297.html
بدأت قبل فترة ليست باليسيرة بمتابعة عدد من
المهتمين بالجودة على الصعيدين المحلي و العالمي ، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة أو عبر البحث على الشبكة العنكبوتية، لفتت نظري تغريدة كتبها د. إبراهيم الحسين الاستشاري بمركز الملك فهد بن عبدالعزيز للجودة، و نصها " وراء كل جودة في حياتنا.. حالة حب " تعجبت من الوصف، فما شأن الجودة بأدواتها و علماءها و تطبيقاتها و ما شأن الحب !! و لا أخفيكم أن العبارة كانت ترن في أذني حتى أقتطع ذلك الرنين الحاح ابنتي بضرورة تسجيلها في المركز المسائي لتحفيظ القرآن، و ذكرتها بصعوبة المواصلات و ضرورة بقاءها في المنزل للدراسة و تحفيظها القرآن سأتكفل به أنا في المنزل، لكنها رفضت رفضاً قاطعاً ، مصرة على الالتحاق بذلك المركز، و في سؤال متأخر مني : و لم هذا المركز بالذات ؟
و كانت الإجابة التي أزالت الغموض: فيه أبلة تهاني!!
و تهاني هذه كانت معلمتها في إحدى رياض الاطفال قبل سنتين و رغم افتقار المكان حينها إلى ما يراه الغالب من الناس أنه أساس الجودة من تجهيزات مبهرة و ألعاب و خلافه، إلا أن أبنتي و رفيقاتها الصغيرات كن حريصات أشد الحرص على المواظبة و الحفظ الأصيل لآيات كتاب الله، كيف لا و المعلمة تهاني..!
الحب الذي ملء قلبها و قلوبهن هو الذي جعل من التعلم و التعليم في بيئتها البسيطة يتسم بالجودة، فالجودة لن تتحقق بالمباني و البيئة المبهرجة دون وجود شخصيات و كوادر قادرة على العطاء لمجرد العطاء، و دون انتظار شكراً من أحد.
و بعيداً في مجتمع الجودة الأول اليابان، لولا حب ذلك المعلم لبلده و طلابه لما وقف يقدم الدرس للطلاب على أنقاض القنبلة النووية بعد شهر واحد فقط من سقوطها، في بيئة تفتقر إلى الامان في المقام الأول ناهيك عن السقف و الجدران و غيرها، إنه الحب الذي دفع هؤلاء جميعا للسير بخطى ثابتة نحو الجودة، و الذي تحقق بفضل الله ثم بفضل ذلك الحب الذي ملء القلوب. و سبحان الذي أرسل من لا ينطق عن الهوى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )لقد قال رسول الله " يحب " ربط الاتقان "الجودة" بالحب و أي حب، إنه حب الله تعالى، أسمى و أعلى من أي حب آخر.
فعلاً الجودة حالة حب، شكراً للمعلم الاول محمد بن عبدالله، صلوات ربي و سلامه عليه، شكرا للمعلم الياباني، شكراً أبلة تهاني، شكراً د. إبراهيم.