الأحد، 29 مارس 2015

أبلة تهاني

http://www.hasanews.com/59297.html


بدأت قبل فترة ليست باليسيرة بمتابعة عدد من 
المهتمين بالجودة على الصعيدين المحلي و العالمي ، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة أو عبر البحث على الشبكة العنكبوتية، لفتت نظري تغريدة كتبها د. إبراهيم الحسين الاستشاري بمركز الملك فهد بن عبدالعزيز للجودة، و نصها " وراء كل جودة في حياتنا.. حالة حب " تعجبت من الوصف، فما شأن الجودة بأدواتها و علماءها و تطبيقاتها و ما شأن الحب !! و لا أخفيكم أن العبارة كانت ترن في أذني حتى أقتطع ذلك الرنين الحاح ابنتي بضرورة تسجيلها في المركز المسائي لتحفيظ القرآن، و ذكرتها بصعوبة المواصلات و ضرورة بقاءها في المنزل للدراسة و تحفيظها القرآن سأتكفل به أنا في المنزل، لكنها رفضت رفضاً قاطعاً ، مصرة على الالتحاق بذلك المركز، و في سؤال متأخر مني : و لم هذا المركز بالذات ؟
و كانت الإجابة التي أزالت الغموض: فيه أبلة تهاني!!
 و تهاني هذه كانت معلمتها في إحدى رياض الاطفال قبل سنتين و رغم افتقار المكان حينها إلى ما يراه الغالب من الناس أنه أساس الجودة من تجهيزات مبهرة و ألعاب و خلافه، إلا أن أبنتي و رفيقاتها الصغيرات كن حريصات أشد الحرص على المواظبة و الحفظ الأصيل لآيات كتاب الله، كيف لا و المعلمة تهاني..!
 الحب الذي ملء قلبها و قلوبهن هو الذي جعل من التعلم و التعليم في بيئتها البسيطة يتسم بالجودة، فالجودة لن تتحقق بالمباني و البيئة المبهرجة دون وجود شخصيات و كوادر قادرة على العطاء لمجرد العطاء، و دون انتظار شكراً من أحد.
 و بعيداً في مجتمع الجودة الأول اليابان، لولا حب ذلك المعلم لبلده و طلابه لما وقف يقدم الدرس للطلاب على أنقاض القنبلة النووية بعد شهر واحد فقط من سقوطها، في بيئة تفتقر إلى الامان في المقام الأول ناهيك عن السقف و الجدران و غيرها، إنه الحب الذي دفع هؤلاء جميعا للسير بخطى ثابتة نحو الجودة، و الذي تحقق بفضل الله ثم بفضل ذلك الحب الذي ملء القلوب. و سبحان الذي أرسل من لا ينطق عن الهوى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:  ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )لقد قال رسول الله " يحب " ربط  الاتقان  "الجودة" بالحب و أي حب، إنه حب الله تعالى، أسمى و أعلى من أي حب آخر.
 فعلاً الجودة حالة حب، شكراً للمعلم الاول محمد بن عبدالله، صلوات ربي و سلامه عليه، شكرا للمعلم الياباني، شكراً أبلة تهاني، شكراً د. إبراهيم.

الأحد، 8 مارس 2015

قراءة في الدخان

قبل عام من الآن و ربما أكثر،كنت في زيارة للنادي الأدبي بمناسبة توقيع كتاب الأستاذ صلاح بن هندي،حضرت كغيري و جاملت زوجته اللطيفة و باركت لها اصدار الكتاب و اخذت المجموعة القصصية التي حملت عنواناً غريبا و منفراً صراحةً و هو دخان الاحلام و لم اقرأ منها سوى الصفحة الأولى حول تأثر الكاتب بجده رحمه الله و قلت في نفسي هو يشبهنا متأثرين بأمي الشيخة رحمة الله عليها حد النخاع.
و يوم امس كنت اعيد ترتيب المكتبة و التقطت الكتاب لأنه الأخف وزنا و قلت هذا الكتاب جليسي الليلة و بالفعل كانت جلسة خفيفة رائعة لم اشعر الا و قد انتهت صفحات الكتاب بين يدي. المجموعة القصصية مميزة جدا لغة راقية و كلمات منسابة بلا تكلف او تصنع، جمعت بين الدراما و الكوميديا في بعض القصص و الصراع النفسي في أخرى، عيناك تقرأ الكلمات و ذهنك يتخيل غرفة عارف و زفاف فوزية،نعم المجموعة غارقة في الوصف لكنه وصف جميل ممتع جدا و لا يضاهيه روعة إلا الحديث النفسي للشخصيات خاصة تلك المتوحدة في القصة كالسجين المظلوم و غيرها. كما أنه لم يلغ القاريء من الحسبة فترك بعض النهايات معلقة لينهيها القاريء كيفما شاء و يعمل خياله مع تلك الشخصيات، لكن لاحظت أنه استعرض في بعض القصص ثقافته الغزيرة من خلال ذكره لأسماء قصص عالمية و لوحات فنية مشهورة و هذا بالطبع ليس خطأ لكنه لم يرق لي. خرجت من الكتاب بنفس سعيدة بوجود موهبة عظيمة كالأستاذ صلاح على ارض الاحساء و بقناعة مفادها أن الألقاب الأكاديمية لن تقف عائقا ابدا أمام الابداع فالأستاذ صلاح و كما هو مكتوب بالسيرة ،يحمل الشهادة الثانوية و معها يحمل كما من الثقافة و الابداع و الزخم اللغوي المتميز الذي يفتقده الكثير من حملة الألقاب. اتطلع إلى الكتاب القادم للأستاذ صلاح بن هندي و اتمنى أن يكون رواية تحمل عنواناً أكثر تشويقاً


بالعامية: أنت أبوها و سمها ☺️