الأحد، 8 مارس 2015

قراءة في الدخان

قبل عام من الآن و ربما أكثر،كنت في زيارة للنادي الأدبي بمناسبة توقيع كتاب الأستاذ صلاح بن هندي،حضرت كغيري و جاملت زوجته اللطيفة و باركت لها اصدار الكتاب و اخذت المجموعة القصصية التي حملت عنواناً غريبا و منفراً صراحةً و هو دخان الاحلام و لم اقرأ منها سوى الصفحة الأولى حول تأثر الكاتب بجده رحمه الله و قلت في نفسي هو يشبهنا متأثرين بأمي الشيخة رحمة الله عليها حد النخاع.
و يوم امس كنت اعيد ترتيب المكتبة و التقطت الكتاب لأنه الأخف وزنا و قلت هذا الكتاب جليسي الليلة و بالفعل كانت جلسة خفيفة رائعة لم اشعر الا و قد انتهت صفحات الكتاب بين يدي. المجموعة القصصية مميزة جدا لغة راقية و كلمات منسابة بلا تكلف او تصنع، جمعت بين الدراما و الكوميديا في بعض القصص و الصراع النفسي في أخرى، عيناك تقرأ الكلمات و ذهنك يتخيل غرفة عارف و زفاف فوزية،نعم المجموعة غارقة في الوصف لكنه وصف جميل ممتع جدا و لا يضاهيه روعة إلا الحديث النفسي للشخصيات خاصة تلك المتوحدة في القصة كالسجين المظلوم و غيرها. كما أنه لم يلغ القاريء من الحسبة فترك بعض النهايات معلقة لينهيها القاريء كيفما شاء و يعمل خياله مع تلك الشخصيات، لكن لاحظت أنه استعرض في بعض القصص ثقافته الغزيرة من خلال ذكره لأسماء قصص عالمية و لوحات فنية مشهورة و هذا بالطبع ليس خطأ لكنه لم يرق لي. خرجت من الكتاب بنفس سعيدة بوجود موهبة عظيمة كالأستاذ صلاح على ارض الاحساء و بقناعة مفادها أن الألقاب الأكاديمية لن تقف عائقا ابدا أمام الابداع فالأستاذ صلاح و كما هو مكتوب بالسيرة ،يحمل الشهادة الثانوية و معها يحمل كما من الثقافة و الابداع و الزخم اللغوي المتميز الذي يفتقده الكثير من حملة الألقاب. اتطلع إلى الكتاب القادم للأستاذ صلاح بن هندي و اتمنى أن يكون رواية تحمل عنواناً أكثر تشويقاً


بالعامية: أنت أبوها و سمها ☺️


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق