السبت، 31 ديسمبر 2016

لماذا اتعلم الإنجليزية ؟

لماذا اتعلَّم اللغة الانجليزية..؟
 
إن كان القصد الاجتياز و الحصول على الشهادة فالكل يجتاز بل و يتفوق لكن هل تنتهي الحاجة إلى اللغة بمجرد الحصول على الشهادة ..؟ بالطبع لا بل تتزايد الحاجة إليها مع التقدم في العمر و كلما كان هناك دافع للتعلم كلما ابدع الطفل في اي شيء. و إقناع الأبناء باهمية تعلم اللغة الانجليزية لا يتعارض مع الدين أبداً فالرسول صلى الله عليه و سلم بحث عمن يتقنون اللغات ليجعلهم رسلاً له في العالم . و قيل في الأثر من تعلم لغة قوم أمن مكرهم . 
عزيزتي الأم .. لا تزرعي في قلب الطفلة المذاكرة لأجل كلمة "متفوق " فقط .. ذكريها بالهدف من دراستها لأي شيء حتى تقبل عليه . 
التقيت خلال مشواري مع التربية و التعليم بمراهقات يتحدثن الكورية بطلاقة بل و شاهدت من تترجم أفلام الانمي لأنها احبت اصحاب البشرة الصفراء و تعلقت بهم عبر وسائل الاعلام فتعلمت الكورية دون معلم و اليوم بدأت هذه الموضة تضمحل و حل محلها التعلق بالتركية و هاهن بعض بنياتي في المدرسة يتقنها دون معلم ..و المطلوب ..؟
المطلوب ان احرص انا و انت على تعليم ابناءنا لغات حية في بلادنا على الأقل و لغة عالمية مشتركة بين الجميع. في مجتمعنا القليل او ربما الصِفر من الكوريين و يزيد العدد مع الأتراك قليلاً ، لكن هناك مئات الألاف ممن يتحدثون الأوردو و الفلبينية و غيرها و على كل حال تعلم الانجليزية كفيل بتواصلهم الجيد مع كل هؤلاء . 
صديقتي تتقن لغة الهنود بطلاقة و تعرضت لموقف في المستشفى من ممرضتين هنديتين يتحدثن عن السعوديات احداهن عابت في أشكالنا و قالت اننا قرود فما كان من صديقتي إلا الرد عليهما و رد الاعتبار لنا وسط دهشة عارمة من وجود سعودية تتقن لغتهم. و لن افصل الحديث عن العناية التي اجدها من اي اجنبي التقيه في اي مكان حين توجد بيننا لغة مشتركة تمكننا من التواصل بشكل جيد.
. لنضع أيدينا بايدي ابناءنا و لنعلمهم كل ما ينفع و لا تدرين لعل هذه اللغة او تلك سبب في اسلام احد على يد ابني أو ابنك . و لا تنسي أن علماء المسلمين بدأو بتعلم اللاتينية لينقلوا علومها الى العربية ثم أبدعوا و تجاوزوا من سبقوهم . 
اللهم اهد ابنائي و أبناء المسلمين إلى ما تحب و ترضى.
أرفقت لكم صورة لبعض تطبيقات تعلم الانجليزية ، مخصصة للأطفال و حتى الكبار نافعة لهم بدلاً من ضياع الوقت في قيل و قال أو في ألعاب لا فائدة منها.
وفقكم الله 

امال العرجان

الجمعة، 30 ديسمبر 2016

كيكة ارامكوا

كيكة أرامكو 

عندما تخرجت من الصف السادس عزمت أمي على إقامة حفلة صغيرة لي و لصديقاتي من بنات الحي و الأقارب ، و بالفعل بدأت تستعد و اشترت لي فستاناً أبيض لازلت اتذكر تفاصيله ، كما اتذكر التفاصيل التي اهتمت بها والدتي متعها الله بالصحة و العافية و من ضمنها كيكة الحفل .. طلبت أمي من احد أقربائنا ممن يعملون في "شركة الزيت العربية السعودية" أن يوفر لنا كيكة أو حتى طحيناً من "أرامكو" مهما كان الثمن و نحن نتكفل بإنجاز باقي المهمة ، فلابد أن تكون الكعكة متفوقة كصاحبتها ..! 
منذ ذلك الحفل بدأت تتشكل ملامح أرامكو في عقلي كأبنة الشرقية ، مقر الشركة ، و تباعاً ارتبط كل شيء جميل و مميز بأرامكو ؛ فأسمع عن فلانة المكسية بالذهب " زوجها أرامكو" و صاحب المنزل الجميل " من عمال أرامكو" و المدرسة الجميلة في آخر الحي كانت مبنى " أرامكو" بل و كانت أمنية كل النساء زوجاً لأبنتها من " أرامكو" ...! 
بكل الفخر كانت عيناي تتابع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي ، مع كل مشوار لمدينة الدمام أو ما جاورها و انتظر اليوم الذي سيفتتح فيه و أحدث نفسي بنوعية الأنشطة التي سيقدمها و النقلة التي سيحدثها على الصعيد الثقافي و حتى الإقتصادي في المنطقة. 
كعادتها تمر الأيام سريعة علينا شديدة البطء على المشاريع ، و مع هذا كان العذر قائم ، المشروع ضخم عملاق و يحتاج للوقت .. ثم .. ثم أخيراً تم الإعلان عن يوم التدشين و على يد من ..! الافتتاح بحضور كوكبة من نخب المجتمع و بتشريف من الملك سلمان حفظه الله الذي سيدشن عدداً من المشاريع برفقة ذات المركز.... 
حل اليوم الموعود، الجمعة ، لكن أبت إرادة الله تعالى إلا أن يتبعه شاهد و مشهود ..! ففَتْحنا أبواب السماء ..أبواب السماء فقط، لكنها كانت كافية لتغسل وجه الأرض و تلطخ وجه الإنسان ..! زال الغبار و الأوساخ عن كل المباني ، زالت عنها ارقام المعاملات و إعلانات المناقصات و الأهم تعرت من كل الريالات و التصق كل ذلك بالإنسان ..! أي إنسان هذا الذي لم يستوعب حتى الآن ماحدث في جدة و الرياض و أنه لابد سيتكرر مادام الفساد حياً يرزق ..!
لأول مرة في حياتي اشعر بالشفقة على أرامكو لأول مرة أراجع نفسي في قرار ترك التعليم للالتحاق بأرامكو .. و لأول مرة أرى مضيفاً أنيقاً ينزح الماء من مبنى أرامكو الذي لم يسكن بعد ..! ما حدث الليلة كارثة بكل المقاييس ، كارثة اقتصادية عمرانية ثقافية و حتى إنسانية فسمعتنا أصبحت على المحك لا والله تحت المحك لا عليه و السبب قطرات ماء ..! أولو كانت " البعيدة " تسونامي ماذا حدث ..؟! صحيح المبنى لازال قائماً و الخطأ وارد و أرامكو ليست ملاكاً ، لكن أن يحدث الأمر مع زيارة الملك للمنطقة و ليلة الافتتاح هذه تحتها ألف خط ..! و على كل حال سأفكر ألف مرة قبل زيارة المركز شتاءً ، فالصيف رغم كرهي له أأمن و أحوط . 
الآن سيبدأ البحث عن شماعة لتعليق المصيبة عليها، هل المسؤول أرامكو أم المقاول أم المطر ..؟ هل يعقل أن يكون المقاولون الأفراد ممن يبنون بيوتنا كالهنود و السعوديين و غيرهم أفضل من مقاول أرامكو ..!؟  هل كيكة أرامكو لذيذة للدرجة التي أنست القائمين على البناء موضوع المطر؟! و على ذكر الخير ، المطر الذي ضرب المركز هو نفسه الذي ضرب منازلنا و محلاتنا و كل حياتنا و مع هذا نحن ننعم بأمطار خير و بركة ، لكن للأسف لم يعم نفعها أرجاء البلاد .. 
 في عرفنا نحن المعلمات من تُراجع ورقة الاختبار أهم ممن تصححها و هي اللتي تعتمد الدرجة النهائية ، في ورقة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي غاب المصحح و المراجع و بقيت ورقة الاختبار مبللة بالقليل من الأمطار و الكثير من دموعنا..! 
كتبته ....  أمال العرجان

في الأحساء سرور ينادي ريم

في الأحساء .... سرور ينادي ريم 



في أمسيات بعيدة ، كانت جدتي رحمها الله 
تحكي لنا قصصاً شيقة و أساطير مخيفة أحياناً ، حتى ننام بسرعة بعد صلاة العشاء مباشرة … و من القصص التي أخذت قلبي و عقلي حينها، قصة سرور و هي لمن لا يعرفها قصة من التراث الخليجي القديم تدور حول رجل توفيت زوجته تاركةً له ولداً اسمه سرور ، و كان سرور طيباً مطيعاً هادئاً و لم تتغير طباعه حتى بعد زواج والده، فكان لا يرد طلباً لزوجة والده أو “يمه” كما كان يسميها. و في أحد الأيام دعى والد سرور رجالاً للعشاء و احضر الذبيحة و طلب من زوجته تحضيرها و بالفعل أعدت الطعام لكنها اشتهته و بدأت تأكل قطعاً من هنا و هناك حتى أتت على اللحم كله فلم يبق للضيوف عظم ، و اسقط في يدها فلم تجد حلاً ينقذها مماهي فيه إلا سرور …نادته و جاء الصغير ملبياً : سمي يمه ..! فأمسكت به و نحرته كذبيحة والده و قطعت رأسه و رجليه و ألقت بجسده الغض في قدر الطهي و احتارت بالرأس و الأقدام فدفنتها تحت مربط الخيل الخاص بوالده . جاء الضيوف و أُدخل عليهم العشاء لكنهم رفضوا الأكل إلا بعد حضور سرور و لم يعلموا أنه تحت إيديهم و مع اصرار الرجال على حضور الصغير طيب المعشر ، ناداه والده لكنه لم يتلق الجواب و سأل عنه زوجته فأنكرت رؤيته … هنا ترك الرجال المكان و غادر الجميع ينادون بحثاًعن سرور …فجأة سمع أحدهم صوت امرأة من المقبرة : يا ذَا المنادي شغلت أفادي سرور ذبحته مرت ابوه و رجيلاته تحت مربط خَيل ابوه فر الرجل فزعاً خائفاً و احضر والد سرور ليقف على الامر …حضر الأب و عرف صوت زوجته المتوفاة ثم ذهب مسرعاً إلى مربط الفرس و وجد بقايا ضالته … صمت الأب و كظم الغيظ لكنه لم يعف … ترك الزوجة أياماً متظاهراً بالحزن ثم طلب منها أن تحضر قدراً للطبخ ففعلت المطيعة .. فما كان منه إلا أن رماها في القدر حتى ذاب لحمها و عظمها و أرسل القدر إلى بيت أهلها . هنا سكتت جدتي عن الكلام المباح و ضحكت من خوفنا و قالت : هذي قصة كذب ما تخوف . بالأمس تذكرت القصة و تجددت معها كل احاسيس الخوف و الهلع .. شعرت بقلبي يذوب في صدري بعد سماع خبر الطفلة المنحورة و زاد الأمر عندما رأيت صورة منسوبة لها ، كانت “سرور” أخر ..! نعم كانت سروراً للناظر و بهجة للخاطر و مع ذلك كانت اليد الأثمة أقوى من يديها وغادرت روحها أرضنا المتسخة بقلوب سوداء لتحلق في جنة الرحمن . لكن القصة الجديدة تشابكت أوراقها مع القصة القديمة و لا يزال الملف مفتوحاً و أوراقه مبعثرة ..! ملف العنف الأُسَري الذي بدأ منذ قصة سرور و لم يقف عند قصة ريم و ما خفي كان أعظم ..! إذا كان الحال وصل إلى القتل العمد و ليس العرضي فقد يُضرب الطفل دون قصد القتل لكن المنية تكون في هذه الضربة ، إذا كان القاتل مقدماً على جريمة كهذه عامداً متعمداً فكيف كانت معاملته للطفل قبل القتل ..؟! و كم من طفل تُقتل فيه الأحلام و البراءة و الطفولة كل يوم و لا يعلم بحاله إلا الله ..! ربما اختصرت المجرمة المسافات و أنهت الموضوع بسرعة لكن هناك .. هناك خلف الأبواب المغلقة موضوعات أخرى لم تختصر وأطفال أخرون تحت التهديد أياً كان هذا التهديد ، لذا لابد من وقفة حازمة مع أي نوعٍ من الإيذاء يتعرض له الطفل و لابد من الحرص على توافر الأهلية فيمن يرعاه في حال غياب الوالدين أو أحدهما. قصتك لم تكن كذباً يا جدتي بل حقيقة… لكن في قصتك نطق الموتى و في قصتي سكت الأحياء


آمال العرجان 

 …! - See more at: http://www.hasanews.com/6394239.html#sthash.8AFdShOn.dpuf