الأحد، 9 أغسطس 2020

القطة الجائعة 😈

القطة الجائعة 😣🤯😈


الشقة جميلة و الحي هادىء .. لماذا تصرين على الانتقال إلى مكان جديد..؟! 

لا أشعر بالراحة هنا .. أريد مكاناً ينشرح فيه صدري و لا اشعر بالخوف ..! 

الخوف ..! و مم تخافين ..؟

لا أدري .. المهم أبحث لي عن مكان آخر حتى و إن كان أصغر أو بعيداً عن أهلي ..! 

لم تتمكن صفية من مصارحة زوجها بحقيقة الأمر .. ماذا سيقول عنها ..

صفية المثقفة طالبة الدكتوراة تخاف من الجن و العفاريت و تصدق خزعبلات قديمة متوارثة ..! 

لكنها تعبت من تلك القطة السوداء ..التي تلاحقها منذ استقرت بهم الرحال في هذه الشقة ..

واسعة و جميلة و جديدة أيضاً .. لم يسكنها أحد قبلهم .. ربما تعيش في الشقة أرواح خفية .. لا قد يكون للأمر علاقة بالجيران ..

يعني استغفر الله بس تحس أن وراهم مصيبة.. هذا ما قالته لصاحب العقار عندما حضرت لمعاينة المكان لأول مرة .. 

و لم تنس نظرته القاسية و هو يقول لها : عيب يا مدام كلنا عبيد ربنا ..! 

هل سلط عليها هذا العقاري أو ذاك الجار أحداً من أهل الأرض أو السماء ليؤذيها..! 

أنها لا تعلم ما تقول و لو تركت نفسها للتفكير سيقودها ذلك الأمر يوماً ما إلى حفلة زار .. أو إلى ساحر يفك قيودها ..

انتفضت : مستحيل .. مستحيل .. أنا انسانة متعلمة .. تغيير المكان هو الحل الأفضل .. تجديد للنفس و الروح .. و ابتعاداً عن هذه السوداء اللعينة..! إنها في كل مكان ..على درج العمارة .. و تحت عجلات السيارة و احياناً فوقها .. تنتظرني في كل مكان .. 

استيقظت من النوم و نظرت إلى المرآة بجانبها .. يا الله كم أنا جميلة هذا الصباح ..! 

فعلاً الراحة النفسية لها دور عظيم في الحب ..في الجمال .. في السعادة .. في كل شيء. 

أعدت القهوة على عجل فهي اليوم على موعد مع المشرفة على الرسالة لإنهاء كافة الملاحظات تمهيداً للمناقشة .. 

منورة اليوم ..!

بوجودك حبيبي .! أتذكر الشقة القديمة و كيف كان تأثيرها سيئاً على نفسي و هانحن اليوم نكمل شهراً و زيادة هنا و لم أر شيئاً ..! 

ماذا .. ترين شيئاً ..؟! 

أقصد .. أقصد ..لم أر شيئاً يكدر خاطري هنا ..! 

مع أن العمارة قديمة .. لكن لا أنكر المكان جميل و الجيران لطفاء ..

نعم ..نعم 

و هي تهم بالمغادرة .. التفتت عليه و قالت : 

لماذا تُحمل لعبة القطة الجائعة على جهاز محمد ألم أخبرك أنها تزعجني ..! 

هاهي تصدر صوتها المزعج تريد طعاماً .. احذفها رجاءً ..قبل يومين كانت تصيح و استيقظت فزعة منها .. 

أي قطة .. و أي جائعة .. يبدو أنك أنتِ الجائعة ..يضحك و هو يذكرها : أنسيتِ أن جهاز محمد مكسور و هو في العاصمة منذ اسبوعين لاصلاحه..! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق