الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

فرخ الصقر

فرخ الصقر 
هو ، يحب الطيور و يعشق تربيتها و يتفنن في طرق إطعامها و تهيئة أقفاصها و تنظيفها.
هي ، على النقيض تخاف من أي كائن حي و على رأسهم الإنسان و لن تستثني الطيور لأجله ، تقول أحبها بعيدةً عني محلقة في السماء أراها و لا أكثر من ذلك.
هو ، أصر على أن يحضر زوجاً من فراخ الصقور إلى عشهم الهاديء لعله يغير روتين حياتهم ..!
هي ، رفضت بشدة بزعم أنهم يحتاجون إلى رعاية أمهم أكثر من أي أحد ، و أنه مهما بلغ به التفاني لن يكون لهم أماً لأنه ببساطة إنسان ..!
هو ، ذهب إلى سوق الخميس قبل أن يتحول إلى السبت ..! و اشترى فرخين من فراخ الصقور بمبلغ و قدره و صرف مبلغاً أكبر على قفص جميل و ذهب المنتصر إليها..!
هي ، جددت الشجب و الرفض و الاستنكار و رفعت له خطاباً تخلي فيه مسؤوليتها عن الفرخين الصغيرين ..!
هو ، رمقها بنظرة أنا المسؤول ..! و القى بخطابها في سلة المهملات بجانب القفص الكبير الجديد المغلق و ألقى معه إرشادات السلامة المرفقة بالقفص ..! 
وضع الفراخ فيه و بدأ يطعمهم بنفسه و ينظف سجنهم أعني قفصهم و هي تنظر إليهم بأسى و هم يكبرون و ينمو ريشهم دون أمٍ تعلمهم الطيران و دون أن يعرفوا كيفية فتح القفص الكبير للهروب عند اللزوم ..!
ذات يوم أخذ صاحبنا الفرخين في رحلة برية لعل تلك الأجنحة الصغيرة تتحرك ، على الرغم من تحذير زوجته له بعدم استخدام السيارة لمسافات طويلة لأن خزان الوقود متضرر..!
التقى في الطريق بأصحابه ..و طاب معهم الحديث و السمر و ظهرت له أجنحة حلق بها في أجواء الأنس و السعادة. و بعد عدة ساعات رفع رأسه فإذا بصقر  كبير يحوم فوق رؤوسهم و  رغم ابتعاده إلا أنه كان قريباً كفاية ليشاهدوه و يسمعوا صوت ريشه و هو يعانق الهواء .
في تلك اللحظة تذكر صاحبنا الطيور الصغيرة الملقاة بقفصها في صندوق السيارة التي أطفأها منذ وصوله خوفاً من استنفاد البطارية أو تسرب البنزين ..!
جرى مسرعاً يحاول اخراجها من سجنها أعني من مكان رعايتها لكن للأسف .. تأخر كثيراً ليجد الفرخين الصغيرين العاجزين أمام باب القفص المغلق بإحكام و قد تحول لونهما الوردي إلى الأزرق الحالك نتيجة الاختناق ..!
هو ، عاد إلى البيت يحمل قفصاً خالياً.
هي ، تنظر إليه بغضب و تسأله عنهم .؟؟
هو : سأصحح خطأي في المرة القادمة ..!
هي: و هل بقيت مرة قادمة..!
هو : انظري للجانب الإيجابي ..!
هي : أي مزية في موت روحين صغيرتين بسبب إهمالك..؟
هو: وفرنا بطارية السيارة .. و ..و نعم. ..نعم و و  و لم يتسرب البنزين ..! ثم .. ثم. .لا زال هناك قفص ..!
هو مرة أخرى : المهم " صحيني " بكرة الساعة السابعة صباحاً للضرورة..!
هي: خيراً إن شاء الله ..؟؟
هو: بكرة سوق الخميس .!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق