الخميس، 30 يونيو 2016

كنز وجدار

كنز و جدار 

تابعنا قبل أيام الحدث الجلل الذي هز مجتمعنا و ربما المجتمعات المجاورة، فتعرضُ امرأة للقتل طعناً و تناوباً على يد فلذتي كبدها هو امر فاق كل خيال و طغى على كل سيناريوهات الدراما، حتى من صور لنا الداعشيين و هم يقتلون أقرباءهم كالأخ او حتى الأب ، لم يختر الام من بين هؤلاء ..! فالعلاقة بين الام و ابنائها علاقة من نوع خاص جداً .. و لا يمكن ان يرد على خيال أفضل الكُتاب أن ولداً يقتل أمه ..! 
هذه الحادثة ألقت بظلالها على هذا الشهر الكريم و لونت أحاديثنا و رسائلنا و حتى تغريداتنا ..! و ربما كانت سبباً في فتح حوارات جديدة بيننا و بين ابناءنا و اشدد على فتح الحوارات ، فهي أجدى كثيراً من فتح الجوالات ، أبناؤنا اليوم لديهم قدرات خارقة في العالم الافتراضي و مهما حاولنا ملاحقتهم و تتبعهم فلن نجاريهم في لعبتهم أبداً .. ! 
مراقبة الله تعالى هي الغرس الاول في نفوسهم و قد تميل بهم الظروف و الأحداث و حتى الأصدقاء عن ذلك فترة ، لكن الذكرى تنفع المؤمنين. و الغرس الثاني الوطن و حب الوطن و كل فرد على هذه الارض الطاهرة فمن وافقني احبه و اقدره و من خالفني ادعو له بالهداية و لا احتقره أو اقتله ..!و هناك غرس لن نزرعه في قلوب ابنائنا بل هو كنز في قلوبنا و سلوكنا، متى ما حفظناه ، حفظ الله لنا الجدار و الكنز و الأبناء ، هو وعد من الله { و كان أبوهما صالحاً} يا الله كم هو محظوظ هذا الأب و هذا الولد ، ليتنا هذا الصالح ..! 
يشاء الله تعالى ان يفتح لنا باباً من أبواب الخير و الصلاح في هذا الشهر المبارك على يد أبناء الأحساء في مركز التنمية الاسرية .. و عجباً لهذا الخير الذي سُمي بوقف الذرية في هذا الوقت العصيب ..!
ذريتنا اللتي تتعرض لصراعات شتى ، ذريتنا التي ننشد لها الهداية ، نسيناها من اعمال الخير ، و الوقف المبارك فرصة تذكرنا بها. و بفضل الله ثم بفضل القائمين على المشروع فإن هذه الفرصة عظيمة القدر زهيدة الثمن ، فالخمسين ريال (قيمة السهم ) يفنيها الصغار في مالا ينفع..! إنها فرصةً للحوار معهم، نعرفهم بالوقف و نشجعهم على المشاركة ليتيقن لديهم أن صلاح حال المسلمين ليس في القتل و التكفير بل في صلاح الاسرة و المجتمع . كما أنها فرصة لنا كي نكون صالحين و يهيء الله لذريتنا من يبني لهم الجدار و يحفظ الكنز و لو بعد حين .
شاركوا إن أحببتم بارك الله لنا و لكم
٣٠٨٦٠٨٠١٠٣١٤٠٢٨
آمال العرجان  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق