السبت، 28 نوفمبر 2015

أحكام سنابية

  أحكام سنابية 
ظهرت الأجهزة الذكية قبل سنوات و كان ظهورها ثورة كبرى في عالم التواصل الانساني على كافة مستوياته. و أصبح وجوده حتمياً في كل اسرة و منزل، و يمتلكه الجميع بدءاً من كبار السن و مروراً بالشباب و الأطفال و نهاية بعمالة المنزل. يتساوى بالطبع في هذا الرجل و المرأة. و لأن الطفل يمل اللعبة إذا اعتادها و يبحث عن أخرى، تفنن الغرب في ابداع ما لم يلذ و لم يطب من الألعاب لأبناءنا و من برامج التواصل الاجتماعي لنا، فبداخل كل منا طفل يمل من هذا البرنامج ثم ذاك، فتتابعت علينا البرامج و رغم صمود الوتس آب في المجتمع السعودي إلا أن السناب شات جاء مكتسحاً كل ما قبله، و رغم التحذيرات التي تصاحب ظهور كل برنامج و شدتها مع هذا الأخير إلا أن تلك المحاذير لم تفت في عضد انتشاره بين المراهقين بل على النقيض تماما، كأن من يحذرهم يقول لهم استخدموه اكثر، فأصبح لعبة بين يدي الصغار و الكبار و المضحك المبكي أن سيدات جاوزن الخمسين عمراً و البياض شعراً تجاهد و هي تلتقط صور السناب فهي لا ترى جيداً حتى و إن ارتدت النظارة و لا تريد تصوير ما لا يحق أو يجوز لها تصويره فلا زال في المجتمع بعض المحافظين ..! 
الغريب المريب أن آنسات و سيدات المجتمع تفنن في تصوير الشعر و الساق و ما خفي من الذراع بل وصلت الجرأة إلى تصوير حفلات كاملة لا نرى منها إلا سجاداً و رخام و الكثير من الأحذية و الفساتين و اجسادا تتراقص على نغمات لم يقصر السناب في نقلها أيضاً، لكن مصورة السناب اللهم قوي ايمانها لم و لن تصور وجهها أو وجه الحاضرات ..حرام ..!  و إذا فعلت فلابد من وضع وردة لأخفاء أنف مفلطح أو كحلة غير متقنة، فسبحان مقلب القلوب، فجأة و بحكم عرفي سنابي تحولت تغطية الوجه المختلف عليها بين العلماء إلى المنع الصريح و حرمة الشعر و الجسد المتفق على وجوب تغطيتها تحولت إلى حلال بين ..!
رأيت من عجائب السناب الكثير و قررت قبل بضعة أشهر أن هذا البرنامج أخذ من وقتي الكثير و من أصابعي أكثر و لم يقدم لي أي شيء بالمقابل، لا لا ...للإنصاف قدم لي السناب تقارير كثيرة حول رحلات صديقاتي إلى أوربا، التي اتمنى زيارتها و حفلات عائلتي اللتي لم تتم دعوتي لها ..! الكثير من مشاهير و دعاة المجتمع حاولوا الاستفادة من البدعة السنابية و اتجاه الشباب نحوها، و مع هذا لن أعيده إلى جهازي أقصد إلى حياتي.
سؤال يرن في أذني .. بعد الملل ماذا سيأتي و أي برنامج سيطل علينا ..؟ 
آمال العرجان 

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

أحمد بالغنيم

أحمد بالغنيم 
لم أصدق ما رأيته في تويتر من حملات شنها أهل الأحساء الطيبون المسالمون على مدير التعليم بالمنطقة و هو أبنها من أجل اجازة يوم واحد فقط، نسينا كل ما قدمه الشيخ أحمد من أجل إجازة يوم واحد لم تكن الأمطار فيه غزيرة في أول النهار و لم تغرق البلد و نحن على يقين أنه كمدير تعليم لم و لن يتخذ أي قرار إلا بتوصية من هيئة الأرصاد. نسينا أن الأستاذ أحمد قبل سنتين منح الطلاب و الكادر التعليمي إجازة لأسبوع كامل بسبب الأمطار في سابقة لم يشهدها التعليم. نسينا أن الأستاذ أحمد أول مدير تعليم يتسلم منصب مدير تعليم المنطقة كاملة بالقسمين بنين و بنات و هذا بحد ذاته مصيبة فقسم البنات بمشاكله يحتاج الى الف بالغنيم حتى يحكمه و يقضى على مشاكله و مع البنين ضاعفوا العدد رجاءً. مدير التعليم ليس المقاول الذي بنى مدرسة متهالكة و ليس من كادر البلدية الذي خطط شوارع غارقة في شبر من الماء. و بالمناسبة لا اعتقد أنه من فصل الأحساء عن الشرقية في القرارات التعليمية فمنطقة حفر الباطن تم تعليقها دراسياً بشكل مستقل عن الشرقية رغم أننا و هم نتبع لإمارة الشرقية. 
نعم هو راعٍ و مسؤول عن رعيته، لكن مديري و مديرات المدارس يستطيعون تقييم أوضاع مدارسهم و يقررون طلب التعليق مبكراً بناء على ذلك، و حتى الأهالي رعاة أيضا و مسؤولون عن رعيتهم و بإمكانهم منع ابنائهم من المدرسة بناء على أوضاع منطقتهم و مدارسهم كذلك. للأسف انطبق علينا المثل القائل إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه. و هي سكاكين غادرة اختبئت خلف أسماء مستعارة من خفافيش تويتر و لم يجرؤ أحدهم على التصريح بأسمه إلا قلة قليلة . 
لمن سيهاجمني مقدماً أقول له أسمي آمال العرجان و ليس آمال بالغنيم و لن يزيد راتبي بسبب هذه الكلمات، هي كلمة حق في رجل القرآن و مدير جمعيات التحفيظ في البلد، أريد بها وجه الله و لا شيء سواه. 
على فكرة ، بخصوص حادث سلوى ، سلوى الآن  تابعة تعليمياً للشرقية يعني اليوم عندهم إجازة.

السبت، 7 نوفمبر 2015

ليتهم اكلوا التفاحة

ليتهم أكلوا التفاحة..!
قبل بضع سنوات سألت أحد محارمي ممن نتوسم فيه الخير و الصلاح عن عدم لبسه للزي الغربي "الجينز " فالكل يلبسه اليوم و كان رده عجيباً غريباً ربما لم أفهمه يومها جيداً، ظننت أنها "تصريفة" قال لي: كان الناس فيما مضى من عصور يهتمون كثيراً لحال من يُوصف بالتدين ؛لذا خرج سلف الأمة بما يسمى: الثقات من الرجال و علم الجرح و التعديل و غيرها من المصطلحات، لفت نظري من بينها، ما يسمى ب" خوارم المرؤة" و هي تصل إلى درجة ألا يأكل المرء تفاحةً أمام الملأ في الطريق و إن فعل فهو بذلك يلحق بركب عامة الناس مهما بلغ من العلم و الدين..!
و بتقليب صفحات الزمن نرى تغيراً كبيراً في هذا الأمر لكن بقي الناس على مر السنين ينظرون إلى أهل التقى و الصلاح نظرة مختلفة بل و تمتد النظرة إلى ابنائهم و عموم معارفهم، فكيف لابن المطوع ! أو الشيخ الفلاني أن يفعل كذا و كذا ..!؟ بالطبع هذه النظرة مرجعها نية طيبة في أن يبقى أهل الإيمان كما يجدر بهم لا تشوبهم شائبة مع ضرورة أن يبقى في الأذهان أن لا أحد معصوم لكن الترفع عن الزلات من شيم الكرام الذين قلوا في زمننا هذا للأسف. 
أتذكر حواراً مع الشيخ الجليل عبدالقادر شيبة الحمد، كان يتحدث فيه حول بداية دخول التلفاز إلى البيوت و رغبة القائمين على الإعلام حينها ببث برنامج ديني على الشاشة السعودية و من أجدر و أقدر بهذه المهمة من الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه، لكن الشيخ الحمد نصح شيخنا بألا يتسرع في خطوةٍ كهذه لأن عامة الناس لازالت تتحفظ بشأن التلفاز و تنظر إليه كوسيلة ترفيهية لا فائدة منها- بل و كانت بعض النساء تغطي وجهها عنه خوفاً من أن يراها المذيع- و ارتباطها بابن باز قد يقلل من شأنه عندهم و بالفعل استمع رحمه الله للنصيحة رغم رفعة قدره بل و التزم بها حتى وفاته رحمه الله فكان ظهوره الإعلامي قليل جداً كما هو معروف للجميع.
ربما يرى البعض أن هذا مبالغٌ فيه فما الذنب في أكل التفاحة أو لبس البنطال أو البحث عن العامة لتوعيتهم على شاشات التلفاز و تويتر و غيره من وسائل التواصل،..أبداً لا ذنب في هذا، لكننا اليوم بحاجة ماسة إلى قواعد جديدة في الجرح و التعديل نظراً لما نشهده على الساحة اليوم من تجرؤ البعض على الفتيا و الإفتاء، فقواعد الثقات لزمن مضى مختلفة تماماً عن زماننا هذا. و ليس هناك أقدر بنظري على هذا الأمر من هيئة كبار العلماء، فهي مرجعٌ لنا بعد كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم في كل ما استشكل علينا ك"عامة". فنحن نتوسم في هذه الهيئة خيراً كثيراً. كما نتمنى من القائمين على الأمور الالتفات للمحاضرات و اللقاءات التوعوية، خاصة تلك التي تستهدف الشباب أو المراهقين، فنأمل أن تكون هناك آلية تنظم مثل هذه اللقاءات و تحدد من يحق له توجيه الشباب و إرشادهم و إفتائهم أيضاً و من ليس له ذلك. أما إن  كانت الآلية موجودة، فلابد من مراجعتها أو التأكد من تطبيقها. فليس كلُ ملتحٍ أو مقصر للثوب قادراً على التوجيه و النصح و إن توفر له القبول من الناس فلابد أن تتوافر فيه صفاتٌ أخرى يقننها العلماء. فللدين سمتٌ و هيبة و وقار، لكن ما يفعله البعض ممن يُحسب على الدعاة و ليس منهم من تصرفات، تضر الدين و لا تنفعه بل و تنفر منه، و تمادى بعضهم كثيراً ناسياً أو متناسياً أننا في عصرٍ يبحث فيه المرجفون عن زلات الدعاة و أخطائهم، نحن في عصرٍ تُحسب علينا فيه الأنفاس بالصوت و الصورة و في حال أهل الدعوة، تُحسب عليهم حتى النوايا..! و أي شائبة ينظر إليها الناس طعناً في الدين رغم أنها فعلياً تطعن صاحبها وحده. لا تقللوا اللقاءات أو المحاضرات أو حتى برامج الفتيا، على العكس نريدها و بكثافة لكن من يقدمها ..؟! هنا تهمنا الإجابة..!

عيال بن سعود

عيال بن سعود 
لم تكن جدتي رحمها الله من أثرياء البلد و لم تولد كما يُقال و في فمها ملعقة من ذهب و لم تتلقى معونة الضمان الاجتماعي رغم أنها أرملة و لم تأتي في عصرها بدعة حافز ! لكنني كنت أسمعها تردد في دعائها، "الله ينصرهم و لا ينصر أحدن عليهم" و أسألها من هم ؟؟ فتجيبني  "عيال بن سعود" و تساءلت كثيراً لماذا تدعو لهم نحن أولى بدعائها.!
 ..دخلنا المدارس و عرفنا الكثير و اندمجنا مع الناس و عرفنا أكثر و أكثر و في عصر الأنترنت الذي لم تعرفه جدتي رحمها الله، فُتحت علينا آفاق الدنيا و أصبحنا بين عشية و ضحاها نتنقل بين احداث التاريخ و عواصم العالم كما أن الجميع اليوم بفضل من الله و دون واسطات يحصل على مساعدات إما على شكل ضمان أو حافز و إن  كان مقطوع ...و غيرها من أشكال المساعدات و أغلب فقير بلدنا اليوم هو فقير كماليات أكثر منها ضروريات، و فوق كل هذا ننام و أعيننا قريرة مطمئنين لا نخشى عدو و لا نخاف من جار، بل نكتشف في بعض الصباحات أننا نائمين و الباب مفتوح ..! و الرحمن حافظنا و رغم كل هذه النعم يخرج علينا طفل كبيرُ جسد أو رجلٌ صغيرُ عقل يسب هذا و يشتم ذاك، فجأة تجده داعشي مغرر به و إذا لم يتدعشن فهو ناقم ينتقد أوضاع البلاد و العباد و المؤلم أنه يرقص على أوجاع الوطن فتراه يشارك الغرباء، و الخونة من الأقرباء، النهش في بلده و انتقادها و غض الطرف عن كل محاسنها في سبيل زلة و أحياناً في سبيل لا شيء فهو يجري مع التيار حتى و إن كان التيار عكراً. 
لماذا هذا التناقض العجيب لماذا نصارع  الضدين، كثيرون قالوا هو التعليم عدونا الأكبر و ألقوا عليه باللائمة لو كان التعليم سبباً لكنا الآن جميعا نرتدي أحزمة ناسفة فلبينية الصنع، لكن هذا لم يحدث و التعليم بريء منه، و يبقى المتدعشنين قلة قليلة لا تمثل إلا نفسها.
أما في عالم المال و الأعمال و المشاريع المتعثرة يتسبب طغاة الفساد في حقد المواطن العادي على بلده  رغم أنه لا يطمح إلى كثير، مدرسة أو مستشفى أو حتى شارع لكن للأسف الطمع في بعض النفوس لن يضيع ما جمعه الطغاة بل سيضيع الوطن إن لم نتدارك أمر الفساد و المفسدين بسرعة.
في رأيي الخاطيء الذي يحتمل الصواب أن سبب ما نحن فيه، البعد عن الهدي المحمدي صلوات ربي و سلامه عليه الذي أمرنا بطاعة ولي الأمر و إن كان عبداً ظالماً. و ذكر السلف أن الدعوة المستجابة كانت مدخرةً  للسلطان فإن صلح صلحت الأمة.
عيال بن سعود ..ليسوا مثاليين و حياتنا ليست كاملة لأنها دنيا لا تكتمل لأحد، لكنهم يحاولون و نحن نحاول معهم المحافظة على  بر الأمان الذي وصلنا له في عام ١٣٥١ م ، و إن أصابتنا محن مؤخراً فلننظر للمنح في ثناياها فبسببها اجتمعنا مع كل الاختلافات و مع كل الفوارق أياً كان نوعها .. جمعنا حب هذه الأرض.
تحدثت كثيراً و شتات حديثي يجمعه حب الوطن و الخوف عليه، كل عام و أنت عزيز يا وطني كل عام و أنت سعيد يا وطني كل عام و أنت بخير يا وطني و في كل لحظة "الله ينصرهم و لا ينصر أحدن عليهم "
من القلب / آمال العرجان

خالي صالح

الحديث عن الحياة رؤية فقط هو اختزال لرحلة طويلة من العلم و الثقافة 
اتحدث عن الاستاذ صالح الذي تفتحت عيني و أنا في بيته و كانت أولى خطواتي لعباً مع أبناءه، و أول صفحة كاملة و مجلة كاملة و كتاباً كاملاً قرأتها في بيته و تحت عينيه، كنت مع شقيقتي رحمها الله نقلب صفحات مجلة ماجد،التي شاهدناها في مكتبته العامرة، فحرص على ألا يفوته منها عدد، و ظل يشتريها، نستعيرها و نعيدها، و في سني المراهقة تحولنا إلى الراحلة ،اليقظة  و سيدتي و لن انسى الطبخة الأولى من ملحق زهرة الخليج لحلويات العيد، وبين هذي و تلك يجذبنا كتاب من هنا و موسوعة من هناك ، كان البحر غزيراً و البستان عامراً، فلا يحده حد و لا يوقفه سد. كانت الموسوعات كثيرة و الكتب أكثر و - -من تعدد الكتب و كثرتها حرفياً دون استعارة او تشبيه غادرت الباب إلى الغرف الأخرى و تعدت السقف لتصل إلى سطح المنزل ..!
اتذكر ليالي الجمعة التي يقضيها الأهل و الأحباب في منزله العامر و كنت انسحب من بينهم لأقضي الساعات و أنا سعيدة في المكتبة بين آلالاف العناوين، أقرأ حينا في التربية و أخرى في الاسلاميات و انتقل للتاريخ و اقفز الى الموسوعة العربية، عشرات الأبحاث المدرسية و الجامعية الناجحة انطلقت من هناك، يصعب علي الحديث عن مكتبة الاستاذ صالح السويلم و عن الثقافة في حياة الاستاذ صالح لأنها ببساطة عمرٌ كامل بالنسبة لي. أسأل الله أن يهبه بكل حرف مخطوط في صومعة الثقافة، حسنات مضاعفات إلى يوم الدين و أن يمد في عمره على الصحة و الطاعة ، فهو والدي بعد وفاة والدي رحمه الله. جزيل الشكر و التقدير لخالي الاستاذ صالح السويلم. 

التحفيز السنوي

يحاول البعض من رواد الوتس اب سنوياً التخفيف على موظفي وزارة التربية عذراً وزارة التعليم و خاصة المعلمين و المعلمات؛ فالبعض يذكرهم بالأجر و احتسابه و البعض الآخر يذكرهم بقهوة الثامنة و افطار التاسعة و الصبايا الجميلات و الزميلات و و غيرها من الذكريات التي من المفترض أن تحفز هذا المعلم و تلك المعلمة إلى ارتياد مكان عملهم ألا و هو المدرسة. و في خضم هذه المثاليات ينسى كاتبنا أو كاتبتنا المخضرمة أن معلمي التربية و التعليم ( مدري ألا تطلع التربية) أن السبب الأول و الأخير لخروج هؤلاء من بيوتهم هو الحصول على الأجر المادي ( الفلوس) و لا أدري إن كان كاتب هذه الرسائل التحفيزية ( الله العالم أن الكاتب امرأة) يعلم ماذا تعني الساعة الثامنة في المدرسة أو التاسعة..! عزيزي محفزنا والله ليست ساعة لشرب القهوة إنها الساعة التي يؤتى فيها بدفتر الانتظار للتوقيع و أما التاسعة فهي للتأهب لمراقبة ستمئة مراهقة وقت الفسحة لأن المعلمة لا تعمل فلابد أن تحمل هماً اسمه المناوبة. 
و نحن فعلاً نحاول احتساب الأجر من الله و نسأله بألا يضيع لنا تعباً لكن سيدة القصر المتربعة على عرش البطالة تحظى أيضاً بأجر قراءة وردها بهدوء و قد تلتحق بحلق التحفيظ و مجالس الذكر و محاضرات العلماء التي تعتذر عنها المعلمة لأنها تكتب أسئلة الامتحان ..! 
و أعود لعزيزتي محفزة المعلمات، تربيتنا لأبنائنا في المنزل و نحن قريرات العيون خير لنا من تربية أبناء الناس، فوالله الذي لا إله إلا هو لو كان من علمتهم منذ استلامي للوظيفة و حتى اليوم كلهم دعاة و علماء و اطباء و مهندسين و الله ما يغنيني صلاحهم أجمع عن صلاح فلذة كبدي الذي تركته وحيداً كي ألاحق الصبايا الجميلات على حد قول محفزة الوتس. 
تريدون أن تحفزونا حقاً، بشرونا بمبانٍ مهيأة نستطيع أن نتنفس فيها هواءً نقياً، بقوانين تحفظ لنا كرامتنا المهدرة على يد مراهقين و مراهقات في عمر احفادنا أحياناً، حفزونا بحضانات تُفتتح في المدارس كي تقر أعيننا و لا تحزن. والله لو كانت الإجازة سنة كاملة و الدراسة يوم واحد لعجزنا عن الفرح ليلة العودة إليها، فلا تتعبوا أنفسكم و وفروا على أنفسكم عناء الكتابة و علينا عناء القراءة.