أحكام سنابية
ظهرت الأجهزة الذكية قبل سنوات و كان ظهورها ثورة كبرى في عالم التواصل الانساني على كافة مستوياته. و أصبح وجوده حتمياً في كل اسرة و منزل، و يمتلكه الجميع بدءاً من كبار السن و مروراً بالشباب و الأطفال و نهاية بعمالة المنزل. يتساوى بالطبع في هذا الرجل و المرأة. و لأن الطفل يمل اللعبة إذا اعتادها و يبحث عن أخرى، تفنن الغرب في ابداع ما لم يلذ و لم يطب من الألعاب لأبناءنا و من برامج التواصل الاجتماعي لنا، فبداخل كل منا طفل يمل من هذا البرنامج ثم ذاك، فتتابعت علينا البرامج و رغم صمود الوتس آب في المجتمع السعودي إلا أن السناب شات جاء مكتسحاً كل ما قبله، و رغم التحذيرات التي تصاحب ظهور كل برنامج و شدتها مع هذا الأخير إلا أن تلك المحاذير لم تفت في عضد انتشاره بين المراهقين بل على النقيض تماما، كأن من يحذرهم يقول لهم استخدموه اكثر، فأصبح لعبة بين يدي الصغار و الكبار و المضحك المبكي أن سيدات جاوزن الخمسين عمراً و البياض شعراً تجاهد و هي تلتقط صور السناب فهي لا ترى جيداً حتى و إن ارتدت النظارة و لا تريد تصوير ما لا يحق أو يجوز لها تصويره فلا زال في المجتمع بعض المحافظين ..!
الغريب المريب أن آنسات و سيدات المجتمع تفنن في تصوير الشعر و الساق و ما خفي من الذراع بل وصلت الجرأة إلى تصوير حفلات كاملة لا نرى منها إلا سجاداً و رخام و الكثير من الأحذية و الفساتين و اجسادا تتراقص على نغمات لم يقصر السناب في نقلها أيضاً، لكن مصورة السناب اللهم قوي ايمانها لم و لن تصور وجهها أو وجه الحاضرات ..حرام ..! و إذا فعلت فلابد من وضع وردة لأخفاء أنف مفلطح أو كحلة غير متقنة، فسبحان مقلب القلوب، فجأة و بحكم عرفي سنابي تحولت تغطية الوجه المختلف عليها بين العلماء إلى المنع الصريح و حرمة الشعر و الجسد المتفق على وجوب تغطيتها تحولت إلى حلال بين ..!
رأيت من عجائب السناب الكثير و قررت قبل بضعة أشهر أن هذا البرنامج أخذ من وقتي الكثير و من أصابعي أكثر و لم يقدم لي أي شيء بالمقابل، لا لا ...للإنصاف قدم لي السناب تقارير كثيرة حول رحلات صديقاتي إلى أوربا، التي اتمنى زيارتها و حفلات عائلتي اللتي لم تتم دعوتي لها ..! الكثير من مشاهير و دعاة المجتمع حاولوا الاستفادة من البدعة السنابية و اتجاه الشباب نحوها، و مع هذا لن أعيده إلى جهازي أقصد إلى حياتي.
سؤال يرن في أذني .. بعد الملل ماذا سيأتي و أي برنامج سيطل علينا ..؟
آمال العرجان