السبت، 7 نوفمبر 2015

التحفيز السنوي

يحاول البعض من رواد الوتس اب سنوياً التخفيف على موظفي وزارة التربية عذراً وزارة التعليم و خاصة المعلمين و المعلمات؛ فالبعض يذكرهم بالأجر و احتسابه و البعض الآخر يذكرهم بقهوة الثامنة و افطار التاسعة و الصبايا الجميلات و الزميلات و و غيرها من الذكريات التي من المفترض أن تحفز هذا المعلم و تلك المعلمة إلى ارتياد مكان عملهم ألا و هو المدرسة. و في خضم هذه المثاليات ينسى كاتبنا أو كاتبتنا المخضرمة أن معلمي التربية و التعليم ( مدري ألا تطلع التربية) أن السبب الأول و الأخير لخروج هؤلاء من بيوتهم هو الحصول على الأجر المادي ( الفلوس) و لا أدري إن كان كاتب هذه الرسائل التحفيزية ( الله العالم أن الكاتب امرأة) يعلم ماذا تعني الساعة الثامنة في المدرسة أو التاسعة..! عزيزي محفزنا والله ليست ساعة لشرب القهوة إنها الساعة التي يؤتى فيها بدفتر الانتظار للتوقيع و أما التاسعة فهي للتأهب لمراقبة ستمئة مراهقة وقت الفسحة لأن المعلمة لا تعمل فلابد أن تحمل هماً اسمه المناوبة. 
و نحن فعلاً نحاول احتساب الأجر من الله و نسأله بألا يضيع لنا تعباً لكن سيدة القصر المتربعة على عرش البطالة تحظى أيضاً بأجر قراءة وردها بهدوء و قد تلتحق بحلق التحفيظ و مجالس الذكر و محاضرات العلماء التي تعتذر عنها المعلمة لأنها تكتب أسئلة الامتحان ..! 
و أعود لعزيزتي محفزة المعلمات، تربيتنا لأبنائنا في المنزل و نحن قريرات العيون خير لنا من تربية أبناء الناس، فوالله الذي لا إله إلا هو لو كان من علمتهم منذ استلامي للوظيفة و حتى اليوم كلهم دعاة و علماء و اطباء و مهندسين و الله ما يغنيني صلاحهم أجمع عن صلاح فلذة كبدي الذي تركته وحيداً كي ألاحق الصبايا الجميلات على حد قول محفزة الوتس. 
تريدون أن تحفزونا حقاً، بشرونا بمبانٍ مهيأة نستطيع أن نتنفس فيها هواءً نقياً، بقوانين تحفظ لنا كرامتنا المهدرة على يد مراهقين و مراهقات في عمر احفادنا أحياناً، حفزونا بحضانات تُفتتح في المدارس كي تقر أعيننا و لا تحزن. والله لو كانت الإجازة سنة كاملة و الدراسة يوم واحد لعجزنا عن الفرح ليلة العودة إليها، فلا تتعبوا أنفسكم و وفروا على أنفسكم عناء الكتابة و علينا عناء القراءة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق