السبت، 31 ديسمبر 2016

لماذا اتعلم الإنجليزية ؟

لماذا اتعلَّم اللغة الانجليزية..؟
 
إن كان القصد الاجتياز و الحصول على الشهادة فالكل يجتاز بل و يتفوق لكن هل تنتهي الحاجة إلى اللغة بمجرد الحصول على الشهادة ..؟ بالطبع لا بل تتزايد الحاجة إليها مع التقدم في العمر و كلما كان هناك دافع للتعلم كلما ابدع الطفل في اي شيء. و إقناع الأبناء باهمية تعلم اللغة الانجليزية لا يتعارض مع الدين أبداً فالرسول صلى الله عليه و سلم بحث عمن يتقنون اللغات ليجعلهم رسلاً له في العالم . و قيل في الأثر من تعلم لغة قوم أمن مكرهم . 
عزيزتي الأم .. لا تزرعي في قلب الطفلة المذاكرة لأجل كلمة "متفوق " فقط .. ذكريها بالهدف من دراستها لأي شيء حتى تقبل عليه . 
التقيت خلال مشواري مع التربية و التعليم بمراهقات يتحدثن الكورية بطلاقة بل و شاهدت من تترجم أفلام الانمي لأنها احبت اصحاب البشرة الصفراء و تعلقت بهم عبر وسائل الاعلام فتعلمت الكورية دون معلم و اليوم بدأت هذه الموضة تضمحل و حل محلها التعلق بالتركية و هاهن بعض بنياتي في المدرسة يتقنها دون معلم ..و المطلوب ..؟
المطلوب ان احرص انا و انت على تعليم ابناءنا لغات حية في بلادنا على الأقل و لغة عالمية مشتركة بين الجميع. في مجتمعنا القليل او ربما الصِفر من الكوريين و يزيد العدد مع الأتراك قليلاً ، لكن هناك مئات الألاف ممن يتحدثون الأوردو و الفلبينية و غيرها و على كل حال تعلم الانجليزية كفيل بتواصلهم الجيد مع كل هؤلاء . 
صديقتي تتقن لغة الهنود بطلاقة و تعرضت لموقف في المستشفى من ممرضتين هنديتين يتحدثن عن السعوديات احداهن عابت في أشكالنا و قالت اننا قرود فما كان من صديقتي إلا الرد عليهما و رد الاعتبار لنا وسط دهشة عارمة من وجود سعودية تتقن لغتهم. و لن افصل الحديث عن العناية التي اجدها من اي اجنبي التقيه في اي مكان حين توجد بيننا لغة مشتركة تمكننا من التواصل بشكل جيد.
. لنضع أيدينا بايدي ابناءنا و لنعلمهم كل ما ينفع و لا تدرين لعل هذه اللغة او تلك سبب في اسلام احد على يد ابني أو ابنك . و لا تنسي أن علماء المسلمين بدأو بتعلم اللاتينية لينقلوا علومها الى العربية ثم أبدعوا و تجاوزوا من سبقوهم . 
اللهم اهد ابنائي و أبناء المسلمين إلى ما تحب و ترضى.
أرفقت لكم صورة لبعض تطبيقات تعلم الانجليزية ، مخصصة للأطفال و حتى الكبار نافعة لهم بدلاً من ضياع الوقت في قيل و قال أو في ألعاب لا فائدة منها.
وفقكم الله 

امال العرجان

الجمعة، 30 ديسمبر 2016

كيكة ارامكوا

كيكة أرامكو 

عندما تخرجت من الصف السادس عزمت أمي على إقامة حفلة صغيرة لي و لصديقاتي من بنات الحي و الأقارب ، و بالفعل بدأت تستعد و اشترت لي فستاناً أبيض لازلت اتذكر تفاصيله ، كما اتذكر التفاصيل التي اهتمت بها والدتي متعها الله بالصحة و العافية و من ضمنها كيكة الحفل .. طلبت أمي من احد أقربائنا ممن يعملون في "شركة الزيت العربية السعودية" أن يوفر لنا كيكة أو حتى طحيناً من "أرامكو" مهما كان الثمن و نحن نتكفل بإنجاز باقي المهمة ، فلابد أن تكون الكعكة متفوقة كصاحبتها ..! 
منذ ذلك الحفل بدأت تتشكل ملامح أرامكو في عقلي كأبنة الشرقية ، مقر الشركة ، و تباعاً ارتبط كل شيء جميل و مميز بأرامكو ؛ فأسمع عن فلانة المكسية بالذهب " زوجها أرامكو" و صاحب المنزل الجميل " من عمال أرامكو" و المدرسة الجميلة في آخر الحي كانت مبنى " أرامكو" بل و كانت أمنية كل النساء زوجاً لأبنتها من " أرامكو" ...! 
بكل الفخر كانت عيناي تتابع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي ، مع كل مشوار لمدينة الدمام أو ما جاورها و انتظر اليوم الذي سيفتتح فيه و أحدث نفسي بنوعية الأنشطة التي سيقدمها و النقلة التي سيحدثها على الصعيد الثقافي و حتى الإقتصادي في المنطقة. 
كعادتها تمر الأيام سريعة علينا شديدة البطء على المشاريع ، و مع هذا كان العذر قائم ، المشروع ضخم عملاق و يحتاج للوقت .. ثم .. ثم أخيراً تم الإعلان عن يوم التدشين و على يد من ..! الافتتاح بحضور كوكبة من نخب المجتمع و بتشريف من الملك سلمان حفظه الله الذي سيدشن عدداً من المشاريع برفقة ذات المركز.... 
حل اليوم الموعود، الجمعة ، لكن أبت إرادة الله تعالى إلا أن يتبعه شاهد و مشهود ..! ففَتْحنا أبواب السماء ..أبواب السماء فقط، لكنها كانت كافية لتغسل وجه الأرض و تلطخ وجه الإنسان ..! زال الغبار و الأوساخ عن كل المباني ، زالت عنها ارقام المعاملات و إعلانات المناقصات و الأهم تعرت من كل الريالات و التصق كل ذلك بالإنسان ..! أي إنسان هذا الذي لم يستوعب حتى الآن ماحدث في جدة و الرياض و أنه لابد سيتكرر مادام الفساد حياً يرزق ..!
لأول مرة في حياتي اشعر بالشفقة على أرامكو لأول مرة أراجع نفسي في قرار ترك التعليم للالتحاق بأرامكو .. و لأول مرة أرى مضيفاً أنيقاً ينزح الماء من مبنى أرامكو الذي لم يسكن بعد ..! ما حدث الليلة كارثة بكل المقاييس ، كارثة اقتصادية عمرانية ثقافية و حتى إنسانية فسمعتنا أصبحت على المحك لا والله تحت المحك لا عليه و السبب قطرات ماء ..! أولو كانت " البعيدة " تسونامي ماذا حدث ..؟! صحيح المبنى لازال قائماً و الخطأ وارد و أرامكو ليست ملاكاً ، لكن أن يحدث الأمر مع زيارة الملك للمنطقة و ليلة الافتتاح هذه تحتها ألف خط ..! و على كل حال سأفكر ألف مرة قبل زيارة المركز شتاءً ، فالصيف رغم كرهي له أأمن و أحوط . 
الآن سيبدأ البحث عن شماعة لتعليق المصيبة عليها، هل المسؤول أرامكو أم المقاول أم المطر ..؟ هل يعقل أن يكون المقاولون الأفراد ممن يبنون بيوتنا كالهنود و السعوديين و غيرهم أفضل من مقاول أرامكو ..!؟  هل كيكة أرامكو لذيذة للدرجة التي أنست القائمين على البناء موضوع المطر؟! و على ذكر الخير ، المطر الذي ضرب المركز هو نفسه الذي ضرب منازلنا و محلاتنا و كل حياتنا و مع هذا نحن ننعم بأمطار خير و بركة ، لكن للأسف لم يعم نفعها أرجاء البلاد .. 
 في عرفنا نحن المعلمات من تُراجع ورقة الاختبار أهم ممن تصححها و هي اللتي تعتمد الدرجة النهائية ، في ورقة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي غاب المصحح و المراجع و بقيت ورقة الاختبار مبللة بالقليل من الأمطار و الكثير من دموعنا..! 
كتبته ....  أمال العرجان

في الأحساء سرور ينادي ريم

في الأحساء .... سرور ينادي ريم 



في أمسيات بعيدة ، كانت جدتي رحمها الله 
تحكي لنا قصصاً شيقة و أساطير مخيفة أحياناً ، حتى ننام بسرعة بعد صلاة العشاء مباشرة … و من القصص التي أخذت قلبي و عقلي حينها، قصة سرور و هي لمن لا يعرفها قصة من التراث الخليجي القديم تدور حول رجل توفيت زوجته تاركةً له ولداً اسمه سرور ، و كان سرور طيباً مطيعاً هادئاً و لم تتغير طباعه حتى بعد زواج والده، فكان لا يرد طلباً لزوجة والده أو “يمه” كما كان يسميها. و في أحد الأيام دعى والد سرور رجالاً للعشاء و احضر الذبيحة و طلب من زوجته تحضيرها و بالفعل أعدت الطعام لكنها اشتهته و بدأت تأكل قطعاً من هنا و هناك حتى أتت على اللحم كله فلم يبق للضيوف عظم ، و اسقط في يدها فلم تجد حلاً ينقذها مماهي فيه إلا سرور …نادته و جاء الصغير ملبياً : سمي يمه ..! فأمسكت به و نحرته كذبيحة والده و قطعت رأسه و رجليه و ألقت بجسده الغض في قدر الطهي و احتارت بالرأس و الأقدام فدفنتها تحت مربط الخيل الخاص بوالده . جاء الضيوف و أُدخل عليهم العشاء لكنهم رفضوا الأكل إلا بعد حضور سرور و لم يعلموا أنه تحت إيديهم و مع اصرار الرجال على حضور الصغير طيب المعشر ، ناداه والده لكنه لم يتلق الجواب و سأل عنه زوجته فأنكرت رؤيته … هنا ترك الرجال المكان و غادر الجميع ينادون بحثاًعن سرور …فجأة سمع أحدهم صوت امرأة من المقبرة : يا ذَا المنادي شغلت أفادي سرور ذبحته مرت ابوه و رجيلاته تحت مربط خَيل ابوه فر الرجل فزعاً خائفاً و احضر والد سرور ليقف على الامر …حضر الأب و عرف صوت زوجته المتوفاة ثم ذهب مسرعاً إلى مربط الفرس و وجد بقايا ضالته … صمت الأب و كظم الغيظ لكنه لم يعف … ترك الزوجة أياماً متظاهراً بالحزن ثم طلب منها أن تحضر قدراً للطبخ ففعلت المطيعة .. فما كان منه إلا أن رماها في القدر حتى ذاب لحمها و عظمها و أرسل القدر إلى بيت أهلها . هنا سكتت جدتي عن الكلام المباح و ضحكت من خوفنا و قالت : هذي قصة كذب ما تخوف . بالأمس تذكرت القصة و تجددت معها كل احاسيس الخوف و الهلع .. شعرت بقلبي يذوب في صدري بعد سماع خبر الطفلة المنحورة و زاد الأمر عندما رأيت صورة منسوبة لها ، كانت “سرور” أخر ..! نعم كانت سروراً للناظر و بهجة للخاطر و مع ذلك كانت اليد الأثمة أقوى من يديها وغادرت روحها أرضنا المتسخة بقلوب سوداء لتحلق في جنة الرحمن . لكن القصة الجديدة تشابكت أوراقها مع القصة القديمة و لا يزال الملف مفتوحاً و أوراقه مبعثرة ..! ملف العنف الأُسَري الذي بدأ منذ قصة سرور و لم يقف عند قصة ريم و ما خفي كان أعظم ..! إذا كان الحال وصل إلى القتل العمد و ليس العرضي فقد يُضرب الطفل دون قصد القتل لكن المنية تكون في هذه الضربة ، إذا كان القاتل مقدماً على جريمة كهذه عامداً متعمداً فكيف كانت معاملته للطفل قبل القتل ..؟! و كم من طفل تُقتل فيه الأحلام و البراءة و الطفولة كل يوم و لا يعلم بحاله إلا الله ..! ربما اختصرت المجرمة المسافات و أنهت الموضوع بسرعة لكن هناك .. هناك خلف الأبواب المغلقة موضوعات أخرى لم تختصر وأطفال أخرون تحت التهديد أياً كان هذا التهديد ، لذا لابد من وقفة حازمة مع أي نوعٍ من الإيذاء يتعرض له الطفل و لابد من الحرص على توافر الأهلية فيمن يرعاه في حال غياب الوالدين أو أحدهما. قصتك لم تكن كذباً يا جدتي بل حقيقة… لكن في قصتك نطق الموتى و في قصتي سكت الأحياء


آمال العرجان 

 …! - See more at: http://www.hasanews.com/6394239.html#sthash.8AFdShOn.dpuf

الخميس، 30 يونيو 2016

كنز وجدار

كنز و جدار 

تابعنا قبل أيام الحدث الجلل الذي هز مجتمعنا و ربما المجتمعات المجاورة، فتعرضُ امرأة للقتل طعناً و تناوباً على يد فلذتي كبدها هو امر فاق كل خيال و طغى على كل سيناريوهات الدراما، حتى من صور لنا الداعشيين و هم يقتلون أقرباءهم كالأخ او حتى الأب ، لم يختر الام من بين هؤلاء ..! فالعلاقة بين الام و ابنائها علاقة من نوع خاص جداً .. و لا يمكن ان يرد على خيال أفضل الكُتاب أن ولداً يقتل أمه ..! 
هذه الحادثة ألقت بظلالها على هذا الشهر الكريم و لونت أحاديثنا و رسائلنا و حتى تغريداتنا ..! و ربما كانت سبباً في فتح حوارات جديدة بيننا و بين ابناءنا و اشدد على فتح الحوارات ، فهي أجدى كثيراً من فتح الجوالات ، أبناؤنا اليوم لديهم قدرات خارقة في العالم الافتراضي و مهما حاولنا ملاحقتهم و تتبعهم فلن نجاريهم في لعبتهم أبداً .. ! 
مراقبة الله تعالى هي الغرس الاول في نفوسهم و قد تميل بهم الظروف و الأحداث و حتى الأصدقاء عن ذلك فترة ، لكن الذكرى تنفع المؤمنين. و الغرس الثاني الوطن و حب الوطن و كل فرد على هذه الارض الطاهرة فمن وافقني احبه و اقدره و من خالفني ادعو له بالهداية و لا احتقره أو اقتله ..!و هناك غرس لن نزرعه في قلوب ابنائنا بل هو كنز في قلوبنا و سلوكنا، متى ما حفظناه ، حفظ الله لنا الجدار و الكنز و الأبناء ، هو وعد من الله { و كان أبوهما صالحاً} يا الله كم هو محظوظ هذا الأب و هذا الولد ، ليتنا هذا الصالح ..! 
يشاء الله تعالى ان يفتح لنا باباً من أبواب الخير و الصلاح في هذا الشهر المبارك على يد أبناء الأحساء في مركز التنمية الاسرية .. و عجباً لهذا الخير الذي سُمي بوقف الذرية في هذا الوقت العصيب ..!
ذريتنا اللتي تتعرض لصراعات شتى ، ذريتنا التي ننشد لها الهداية ، نسيناها من اعمال الخير ، و الوقف المبارك فرصة تذكرنا بها. و بفضل الله ثم بفضل القائمين على المشروع فإن هذه الفرصة عظيمة القدر زهيدة الثمن ، فالخمسين ريال (قيمة السهم ) يفنيها الصغار في مالا ينفع..! إنها فرصةً للحوار معهم، نعرفهم بالوقف و نشجعهم على المشاركة ليتيقن لديهم أن صلاح حال المسلمين ليس في القتل و التكفير بل في صلاح الاسرة و المجتمع . كما أنها فرصة لنا كي نكون صالحين و يهيء الله لذريتنا من يبني لهم الجدار و يحفظ الكنز و لو بعد حين .
شاركوا إن أحببتم بارك الله لنا و لكم
٣٠٨٦٠٨٠١٠٣١٤٠٢٨
آمال العرجان  

الخميس، 12 مايو 2016

السبيكة الذهبية

السبيكة الذهبية 


كنا صغاراً، نحب برامج المسابقات بل نعشقها، فتابعنا برنامج "تلي متش" الأوربي ثم برنامج " الحصن " الياباني و بين هذا و ذاك ظهر برنامج "حروف" الثقافي على القناة السعودية و تميزت به شاشتها في شهر رمضان المبارك، و اتذكر انقسامنا مع اخوتي لفريقين ، الأخضر و الأحمر و كانت أمي متعها الله بالصحة و العافية تتعجلنا لقلي "السمبوسة" و نحن نصر على مواصلة البرنامج حتى يحصل المشارك على السبيكة الذهبية. برفقة كل هذه الأجواء، كان الصوت الشجي ذو اللسان الفصيح يتردد في أرجاء المنزل، و لم تطلب جدتي رحمها الله منا خفض الصوت كعادتها، ربما لأنه ذات الصوت الذي يسعدها بابتهلاته و أدعيته عقب كل آذان....!  مع هذا الصوت العالي، ارتفع مستوى ثقافتنا و حماسنا عند معرفة الإجابات الصحيحة قبل المشتركين..! مع هذا الصوت التقطنا حبات التمر لنفطر، مع هذا الصوت يختم الكبار يومهم بسماع أخبار العالم من تلك الحنجرة الذهبية ، مع هذا الصوت كان الشباب يسرعون للحاق بالصلاة فبين الآذان و الإقامة كان هناك صوت رخيم ..! إنه صوت ماجد ..!
سمعت البارحة خبر رحيل صاحب الصوت الجميل و تداعت مع الخبر كل الذكريات الجميلة. و فاجأتني عيناي بدموع لم أتوقع نزولها، لكن ماجد الشخصية ، محمد الاسم جعل العبرات تختنق في حناجرنا.
هل الحزن على ماجد ..؟ أم على زمن مضى لم يبق منه إلا صوت ماجد..؟! أما عن نفسي ..فنعم حزني على المجدين عظيم ؛ فلا الزمن هو الزمن و لا الإعلام هو الإعلام ..! كانت لغته العربية- رحمه الله- غاية في الفصاحة ، يتحدث ارتجالاً فلا تسمع خللاً في أي حرف. و لم تكن لغته متعجرفة متكبرة على العامة كما يفعل البعض ، بل على النقيض كانت لغة سهلة يفهمها المثقف و البسيط.
 بعد قليل سيواري الثرى تلك الابتسامة ، سيدفن الجسد ، لكن سيبقى الذكر العطر بيننا شاهداً على زمن جميل بمافيه و من فيه . 
اللهم ارحم عبدك ماجد الشبل و ثبته عند السؤال، اللهم يسر حسابه و يمن كتابه ، و اسكنه فسيح جناتك و اجعل اللهم ما اصابه من نصب و وصب رفعة عندك و اشمل بدعائي شقيقتي و والدي و كل غالي فقدناه...آمين . ...آمال العرجان 

الجمعة، 6 مايو 2016

دعني

آمال العرجان و حلمها الوردي في مقال 


" دعني...! "


جلست مع بنياتي قبل مدة و تحدثت معهن عن الجنة و نعيمها و جمال قصورها، ثم طلبت منهن أن نقرأ سورة الإخلاص عشر مرات ؛ كي نبني لنا بيتاً في الجنة ..! فباغتتني الصغرى بسؤال لم أجد له جواباً: و بيتنا الآن كيف نبنيه ..؟!
طفلتي رغم سنواتها الخمس تعلم أننا نسكن في شقةٍ مستأجرة ، تتراص فيها أرواحنا و أجسادنا أيضاً، فالغرفة المستقلة حلمٌ للمراهق و المكتبة العامرة حلمي أنا و الحديقة حلم صغاري جميعاً و أما رب أسرتنا فحلمه ثقيل كحمله، حلمه أن تنتهي سنوات الاستئجار.
إن السكن أول ما يسعى إليه الإنسان أينما حل أو ارتحل، و لأهمية هذه الكلمة و قيمتها العظمى في حياة الإنسان و استقراره جعلها الله تعالى وصفاً للعلاقة بين الزوجين، بل و جعلها الوصف الأول في تلك الرابطة الثلاثية و قدمها على المودة و الرحمة.
و منذ أن هبط ادم و ذريته الأرض ، و هو يتقلب في المساكن مابين كهفٍ و شجرة ، ثم تطور شيئاً فشيئاً حتى توصل إلى الشكل الذي يلبي حاجاته، و حولَ كل هذه الأشكال كان الإنسان و لايزال، حريصاً على امتلاك مسكنه سواءً بوضع اليد أو بالحروب و الإبادة كما حدث عند اكتشاف القارات الجديدة.
و لأننا في دولة شرع و تشريع و تحكمنا القوانين، فليس أمامنا إلا الطريقة السلمية، بتملك المنازل بيعاً و شراءاً، و بالطبع تخضع هذه الطريقة لجشع فئة من المجتمع لم و لن تغلو على قلوبنا و طغت في الغلو على جيوبنا من تجار التراب..! فتمادى الحلمُ في الابتعاد عن الواقع…. ثم تأتي الدولة مشكورةً بالحلول الحاسمة ، فتضع رسوماً على الأراضي البيضاء، و السعي حثيثٌ حالياً؛ لاستكمال المساكن و تقديمها إلى من يستحق.   رافقت تلك الجهود ، تصريحات من القيادة العليا بأن توفير السكن الملائم للمواطن، هو أحد الأولويات التي تدعمها الدولة. فأقترب الحلم أكثر و هاهو الفجر يلوح، فالليل الطويل سينقضي و يعقبه صباح تتحقق فيه كل أحلام السنوات الماضية . لكن فجأة و دون مقدمات يظهر لنا بين احلامنا الوردية لونٌ قاتمٌ يكتب عبارة يصادر فيها كل شيء.. لقد صادر الغرف المستقلة و المكتبة و المطبخ الكبير و حتى حديقة الأطفال، لقد كتب على الحلم بخطه العريض غير الجميل، مغلق لعدم الأهلية ..!
إن عبارة كـ” السكن ليس حقٌ للمواطن ” مع انعدام قيمتها التنفيذية إلا أنها حربٌ نفسية ، فتت في عضد المواطن و استهلكت من نفسه كماً من المشاعر السلبية ، التي هو و الدولة في غنىً عنها. و الأنكى أن هذه العبارة جاءت بعد فترة بسيطة من الإعلان عن رؤيةٍ جمعت المواطن بالقيادة و وحدت احلامهم ، بل و نصت الرؤية الطموحة على دعم المواطن من محدودي الدخل.
يظن هؤلاء ممن يسطحون هموم المواطن العادي أو يحصرونها في ” الفكر ” ، أنهم ينفعون الدولة و يوفرون لها ، وهم والله يضرونها و لا نعلم إن كان هذا الضرر من حيث يعلمون أو لا يعلمون ..! لكننا نعلم يقيناً أن رُب كلمة قالت لصاحبها دعني ..! فـ” الدلع ” كسّر قصراً …. و ” شمسن شارقة” ضيّعت منصباً و كم ..و كم من كلماتٍ لم يلق لها المسؤول بالاً و كانت عليه وبالاً.
المواطن المسكين لا ينظر إليك و لا إلى ما تملك لعلمه بأنها أرزاق مقسمة بين العباد، لكن إياك .. إياك ..أن تصادر أحلامه.

- See more at: http://www.hasanews.com/6364859.html#sthash.I4vCDTkJ.dpuf

الجمعة، 26 فبراير 2016

شرارة في سوق تونس

شرارة في سوق تونس
قبل سنوات تعرضت لظلم شديد في مكان عملي، و ما آلمني هو قرب الظالم من قلبي و تحول العلاقة بيننا من أخوة و صداقة إلى عداء و تسلط. 
في البداية أخذتني الصدمة، و الخذلان كان قوي الوقع على قلبي و نفسي، و شعرت حينها بألم شديد في قلبي يصاحبه تفكير و وساوس لا تنطفىء، و عملت فيّ أحلام اليقظة عملها فكنت مع أسرتي إما شاردة الذهن أو كثيرة الصراخ.
في أحد الأيام بكيت كما لم أبك من قبل و نصحتني أختي بالتغيير و الخروج من جو العمل و بالفعل رافقتها إلى  أحد الملتقيات الأدبية و جلسة تبعتها أخرى و خرج رأيي  لأدباء المجتمع و شجعتني إحدى الصحفيات على الكتابة لجريدة محلية كما أبدت استعدادها للنشر، و رغم ماحدث كان عطائي في عملي مستمراً و كذلك كانت معاناتي  لكنني خرجت من أزمة الظلم إلى سعة الأدب و الكتابة و التحقت بعمل تطوعي عبر الأنترنت، و توصلت إلى رضاً و قناعة بأن ما أقاسيه هو ابتلائي في الدنيا و لابد من الحمد و الرضا، فربي لم يبتليني في دين  و لا صحة و لا زوج و لا أبناء و لا حتى مال بل على العكس تماماً كنت سعيدة جدا، إذن فمصابي في مكان العمل تمحيص فقط و حمدت ربي و واصلت  رغم كل شيء.
الثلاثاء القاتل: كان اجتماع رئيس العمل معنا جميعاً، تتابعت عليّ الغصات في ذاك الاجتماع، فكل إهانة أكبر من أختها، و شيء منها يأتي صراح و البعض طعناً بالرماح. غادرت الاجتماع كعادتي بعد كل أزمة أردد حسبي الله و نعم الوكيل و كنت يومها حاملاً في شهري السابع  و كالعادة بكيت كثيراً لكن هذه المرة فتحت كتاب الله و بدأت أقرأ و أقرأ حتى غلبني النوم. و أصبحت على موعد المستشفى و صالة الانتظار المزدحمة بالحوامل و عبراتي تتسابق كلما تذكرت الأذى النفسي الذي لحقني في الاجتماع الأخير. تذكرت الصحفية و 
فتحت هاتفي و كتبت لها أثناء الانتظار مقالاً طويلاً حول أحد الأحداث التي تمر بها البلد، و ارسلته لها مباشرة، و تم النشر مع عدم معرفة أحد بأسمي ثم حدث مالم يكن متوقعاً أبداً، في الساعات الأولى للنشر بلغ عدد المشاهدات خمسة ألاف ..! و توالت عليّ رسائل بعضها مهنئة و الكثير منها متسائلة .. هل أنا حقاً الكاتبة .. !؟ غمرتني حينها سعادة و رضى بما حدث و أيقنت أن ربي هيأ لي هذا الأمر كي أستعيد ثقتي بنفسي ، تتابعت المقالات و أصبح اسمي معروفاً نوعاً ما في أوساط المثقفين. و بفضل من الله بدأت في كتابة اصداري الأول، و تمكنت مؤخراً من تغيير مكان عملي مضحية بكل الامتيازات و انتقلت لمكان آخر اتنفس فيه السعادة.
قصتي طويلة و ربما مملة لكن ردات الفعل التي قرأتها حول المعلم الذي قتل مجموعة من الموظفين ذكرتني بالذي مضى..! يتمادى البعض في استخدام سلطته و يتمادى آخرين في تأجيج مشاعر المظلوم و زيادة نزعة العنف لديه. سمعت كثيراً عبارة "ليه تسكتين لها" و " أنت ما عندك كرامة " و كانت مثل هذه الكلمات كفيلة بتحطيم البقية الباقية من صحتي النفسية.
 في يومٍ ما كان هناك عبدالله جابر داخل نفسي كنت اتمنى كوارث كونية أو أسأل الله كثيراً أن يميتني ما دام الموت خيراً لي..! لماذا ..!؟ لأتخلص من الضغط النفسي الهائل الذي عانيته ممن ظلمني. 
عندما يصل الحال بالإنسان إلى أن ينهي حياته أو زملاءه أو حتى حياة أبناءه فبالتأكيد وصلت نفسه إلى مرحلة من اليأس لم يعد يهمه فيها أي شيء. و هنا يبرز دور المخالطين لأي مظلوم فبدلاً من اللوم يمكننا تحويل المشاعر السلبية إلى طاقة ايجابية تخرج المظلوم مما هو فيه.
 جريمة الأستاذ عبدالله جابر عنيفة ...نعم..! و هزت المجتمع ..هذا صحيح..! و لا يوجد ما يبيح قتل النفس، لكن إذا كان عبدالله قتل هؤلاء دفعةً واحدة فربما _ و أقول ربما لأنني لا أعرف عنه إلا اليسير _ تعرضت نفسه للقتل مراراً و لم يظهر لنا من الحدث إلا الرشاش الذي قصم ظهر البعير. كما أن هذا التحول الدرامي من شخصية لطيفة محبوبة و تُكرم من رؤسائها إلى شخصية قاتل لن يتم بين ليلة و ضحاها بل هي تراكمات بعضها فوق بعض. 
و لا ننسى أن ثورات الجحيم العربي بدأت بعربة خضار في سوق تونس و اندلعت شرارة لم تنطفىء إلى يومنا هذا. رحم الله من قُتل و أسأل الله أن يتقبلهم من الشهداء و يجبر ذويهم و محبيهم.
 رفقاً بالمعلم و بكل موظف، بل بكل مخلوق و لا تكن سبباً في موت سبعة قد لا تكون أنت بينهم..! 

السبت، 6 فبراير 2016

أحكام سنابية

  أحكام سنابية 
ظهرت الأجهزة الذكية قبل سنوات و كان ظهورها ثورة كبرى في عالم التواصل الانساني على كافة مستوياته. و أصبح وجوده حتمياً في كل اسرة و منزل، و يمتلكه الجميع بدءاً من كبار السن و مروراً بالشباب و الأطفال و نهاية بعمالة المنزل. يتساوى بالطبع في هذا الرجل و المرأة. و لأن الطفل يمل اللعبة إذا اعتادها و يبحث عن أخرى، تفنن الغرب في ابداع ما لم يلذ و لم يطب من الألعاب لأبناءنا و من برامج التواصل الاجتماعي لنا، فبداخل كل منا طفل يمل من هذا البرنامج ثم ذاك، فتتابعت علينا البرامج و رغم صمود الوتس آب في المجتمع السعودي إلا أن السناب شات جاء مكتسحاً كل ما قبله، و رغم التحذيرات التي تصاحب ظهور كل برنامج و شدتها مع هذا الأخير إلا أن تلك المحاذير لم تفت في عضد انتشاره بين المراهقين بل على النقيض تماما، كأن من يحذرهم يقول لهم استخدموه اكثر، فأصبح لعبة بين يدي الصغار و الكبار و المضحك المبكي أن سيدات جاوزن الخمسين عمراً و البياض شعراً تجاهد و هي تلتقط صور السناب فهي لا ترى جيداً حتى و إن ارتدت النظارة و لا تريد تصوير ما لا يحق أو يجوز لها تصويره فلا زال في المجتمع بعض المحافظين ..! 
الغريب المريب أن آنسات و سيدات المجتمع تفنن في تصوير الشعر و الساق و ما خفي من الذراع بل وصلت الجرأة إلى تصوير حفلات كاملة لا نرى منها إلا سجاداً و رخام و الكثير من الأحذية و الفساتين و اجسادا تتراقص على نغمات لم يقصر السناب في نقلها أيضاً، لكن مصورة السناب اللهم قوي ايمانها لم و لن تصور وجهها أو وجه الحاضرات ..حرام ..!  و إذا فعلت فلابد من وضع وردة لأخفاء أنف مفلطح أو كحلة غير متقنة، فسبحان مقلب القلوب، فجأة و بحكم عرفي سنابي تحولت تغطية الوجه المختلف عليها بين العلماء إلى المنع الصريح و حرمة الشعر و الجسد المتفق على وجوب تغطيتها تحولت إلى حلال بين ..!
رأيت من عجائب السناب الكثير و قررت قبل بضعة أشهر أن هذا البرنامج أخذ من وقتي الكثير و من أصابعي أكثر و لم يقدم لي أي شيء بالمقابل، لا لا ...للإنصاف قدم لي السناب تقارير كثيرة حول رحلات صديقاتي إلى أوربا، التي اتمنى زيارتها و حفلات عائلتي اللتي لم تتم دعوتي لها ..! الكثير من مشاهير و دعاة المجتمع حاولوا الاستفادة من البدعة السنابية و اتجاه الشباب نحوها، و مع هذا لن أعيده إلى جهازي أقصد إلى حياتي.
سؤال يرن في أذني .. بعد الملل ماذا سيأتي و أي برنامج سيطل علينا ..؟ 
آمال العرجان 

حدث في ثالث علمي

التاريخ: عشر سنوات مضت 
الحصة : السابعة 
المادة: اللغة الإنجليزية 
الموضوع: حٓدٓثٓ في ٣/ ع
المعلمة: آمال العرجان 
ذهبت مسرعةً إلى الحصة السابعة أحمل دفتر التحضير المثقل بأوراق لا تسمن و لا تغني من معرفة، تتملكني الحيرة ماذا سأقدم للطالبات فأنا لا أعلم بتغيير الجدول و لم اضع في أولوياتي فصل ثالث علمي الوحيد في مدرسة القرية و الممتلىء حتى التخمة ب٤٥ طالبة يحلمن بوظيفة صحية و لا شيء سواها..! ألقيت التحية بالعربية و الإنجليزية و لو كن يعرفن الفرنسية لخاطبتهن بها  عل الوقت يمضي. 
فجأة سقطت تفاحة نيوتن على رأسي و قررت في لحظة أن اليوم هو اليوم العالمي للآباء دون أن استشير الأمم المتحدة أو اليونسكو أو حتى إدارة المدرسة ..! ثم ناقشت  الطالبات في كتابة رسالة محبة و تقدير لوالدها تشكره فيها على جميل صنعه فالأمهات أخذن نصيب الأسد من العرفان ناهيك عن الأجر، فما الذي يمنع من تحريك المشاعر قليلاً تجاه الأب..!
و بالفعل تحمست البُنيات للفكرة و بدأن بكتابة الأسطر وحداً تلو الآخر و يسألن أحياناً عن تهجئة كلمة أو صحة صياغة الجملة و تفاجأت بمضي الوقت البطيء دون إعادة للتحايا ..! 
بدأنا نقرأ الإجابات و جاء الدور على  زهرة التي وقفت بطولها الفارع كي تسمعنا كلماتها و دموع تلمع في عينيها لم انتبه لها إلا بعد حين. 
والدي العزيز اتقدم اليك بالشكر الجزيل عما قدمته  لي و لأخواتي طوال السنوات الماضية لقد كنت لنا أباً و أماً و صديقاً و أنا افتقد تمشيطك غير المتقن لشعري و لازلت أتذكر اليوم الذي أصبحت فيه امرأة كاملة الأنوثة و أنا بالصف الرابع ...أتذكر الخجل الذي قفز في وجنتيك و أنت ترشدني إلى تفاصيل لم أعي يومها أنها محرجة. أعدك بأن أجد و اجتهد لأجلك و لأجل الليالي الطويلة التي سهرت فيها على راحتنا...ابنتك و أختك و صديقتك زهرة.
كنت مشدوهةً لا أعرف ماذا أقول ..! و سألتها رغم علمي بتفوقها: أنت متأكدة مما كتبتيه أنا طلبت رسالة للأب و ليس الأم و هنا تساقطت تلك الدموع المختبئة و كان ردها بالعربية بصوت متقطع نعم أعلم هذا و أنا كتبتها للأثنين للأم و الأب لأن والدي كان كذلك، توفيت والدتي و نحن أربع بنيات صغيرات أنا أكبرهن في السادسة من عمري و الصغيرة منا مولودة لها أيام و رغم و جع الفقد و الفجيعة إلا أنه كان أقوى من كل شيء، رفض الزواج خوفاً من تسلط أحدٍ علينا، غير نظام عمله و تكفل بكل شؤون بيتنا الصغير الخالي من خادمة و تعب كثيراً حتى كبرنا و كانت أسوأ أيامه، أيام خياطة غرز التفصيل لي و لشقيقاتي ..! هنا ضحكت هي و بكيت أنا ..! 
كم من الأسرار تحملها هذي الفصول كم من التضحيات خلف هذه الوجوه اليافعة و كم من الظلم أيضاً في حياتهن لا نعلم عنه شيئاً.  
اعطتني زهرة منديل ، دخلت علينا المعلمة المناوبة تصرخ : " انتهت السابعة ما سمعتوا الصفارة ورانا رجال و عيال "...!